عطور التعبئة.. ماركات عالمية بأسعار شعبية
أنواع كثيرة ومتعددة من العطور يحرص خلدون على عرضها بشكل يلبي كافة الأذواق، ومعظمها تعتمد على أسماء لعطور معروفة ومألوفة للزائرين، وبدقة وإتقان يسعى صاحب محل تعبئة العطور، عبر دمج مجموعة من الزيوت والمثبتات، للوصول إلى العطر النهائي.
لقد ساهم الإقبال الكبير على عطور التعبئة في انتشار العديد من المحلات الخاصة في السويداء، حيث احترف هذه التجارة هواة انساقوا مع الظاهرة، فسهولة إتقان المهنة، وعدم حاجتها لرأس مال كبير، جعلا الكثير من الشباب يتجهون إليها بشكل ساهم في تلبية الطلب على التطيب بالأنواع الشهيرة من العطور، بأنواع مقلّدة بدلاً من الأنواع الأصلية باهظة الثمن التي لا يستطيع معظم أبناء المجتمع التطيب بها واقتناءها.
إقبال كبير
واجهة عرض بسيطة، وزجاجات فارغة، وأخرى مملوءة بالعطر المركّز، وحقنة طبية للتعبئة، هو ما احتاجه خلدون، (صاحب محل لبيع عطور التعبئة)، لينضم إلى “أولاد الصنعة”، يقول خلدون إنه يستخدم العطور الفرنسية، والألمانية، والسويسرية، بالإضافة إلى العطور الشرقية، وأرباحه من عمله تأتي بالإضافة إلى عملية تركيب العطور المختلفة من بيع زجاجات العطر ذات الماركات المشهورة من شركات مستوردة مثل: (الهرمين– تكنكو– كوست– البيان)، مبيّناً أن هناك إقبالاً ملحوظاً على هذه العطور، وخاصة في المناسبات: (عيد الحب– وعيد الأم).
يضيف يزن، وهو صاحب محل تركيب العطور، بأن أساس هذه التجارة، واستمرارها، ونماءها لتلبية حاجة المستهلكين من الفئات المتوسطة، أو قليلة الدخل للتطيب بعطور من أشهر الماركات العالمية: (لكي مان- هوغوبوس- لايبدوس- أنيرنتي- فوياج- توسكا) بأسعار في متناول الأيدي والجيوب، في بلد قد يصل فيه ثمن القارورة من العطور الأصلية إلى المئات من الليرات، ويعتمد سعر العطر المركّب غالباً على نوعية وجودة المواد الأولية المستخدمة في صنعه، والاحتفاظ باسم المواد المخففة والمثبتة باعتبارها أحد أهم أسرار مهنة تركيب العطور، وسر تميز العطور عن غيرها في سوق تشهد منافسة قوية من جانب العطور الأصلية.
أسعار مقبولة
أدى هذا الانتشار الكثيف لمحلات العطور إلى استقطاب فئات المجتمع كافة، وصار اقتناء العطور من الماركات العالمية الشهيرة في متناول الجميع، بل إنه تحول إلى عادة راسخة لا تستغني عنها حتى الطبقات الفقيرة، فمثلاً “نغم كيلاني”، زبونة دائمة لعطور التركيب، تثق هي وصديقاتها بهذه العطور، وتقول: أشعر بالراحة عندما تطلب صديقات مني القوارير العطرية، وهن غالباً لا تحددن ماركة معينة، وتعتمدن على ذوق وخبرة البائع لانتقاء أحدث وأجود الأصناف والماركات التي لديه، من جهتها عبير، ربة منزل، المولعة بالعطور، والتي تملك في أدراج غرفتها باقة من الأنواع الأصلية، تقول إنها تنتقي عادة أنواعاً منها بقصد التغيير والمباهاة، وبدافع حب التجريب والاكتشاف والمقارنة، لاسيما أن الأسعار تسمح بمثل هذه المغامرة الممتعة غالباً.
عمليات معقدة
يعد استخلاص العطور وصناعتها من أشد العمليات تعقيداً، إذ تدخل الزيوت العطرية في تركيبتها، ومن أجزاء مختلفة من النبات مثل: (البنفسج– الأرز- الزنبق– الورد)، أما النباتات التي تتمثّل بالزيت العطري مثل (المسك) ذي الرائحة الفواحة فكان يستعملها قديماً كبار السن، علماً أن الملايين يرون أجمل هدية هي العطر، وبالتالي فإن العطارة يجب أن تكون مهنة مقوننة وغير مستباحة من قبل الهواة وعابري السبيل.
أليس مرشد