الجيش يدمر أوكاراً للإرهابيين في ريف إدلب
في إطار ردها على خروقات التنظيمات الإرهابية لمنطقة خفض التصعيد دمرت وحدات من الجيش أمس أوكاراً للإرهابيين في ريف إدلب الجنوبي وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد. في وقت نفت وزارة الدفاع الروسية الأخبار التي تناقلتها وسائل إعلام حول تنفيذ سلاح الجو الروسي غارات على منطقة خفض التصعيد في إدلب. وفيما أكد مندوب سورية الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بسام الصباغ أن التقرير النهائي لبعثة تقصي الحقائق بشأن ادعاء استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما يوم 7 نيسان 2018 تضمن تحريفاً خطيراً للحقائق على الأرض والكثير من التناقضات وعدم الاتساق، شدد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمة الكسندر شولغين على أن تقرير البعثة لم يكن شفافاً واعتمد على النظريات الملفقة التي يختلقها الغرب.
وفي التفاصيل، نفذت وحدات الجيش العاملة بريف حماة صليات صاروخية على أوكار وتحصينات إرهابيي جبهة النصرة والمجموعات التي تتبع له في خان شيخون وتلمنس بريف إدلب الجنوبي الشرقي وذلك رداً على اعتداءاتهم بالقذائف على المناطق الآمنة ونقاط الجيش في المنطقة. وأسفرت الرمايات عن تدمير أوكار وتحصينات للإرهابيين والقضاء على عدد منهم وإصابة آخرين.
إلى ذلك قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشرته على موقعها الالكتروني: إن القوات الجوية الفضائية الروسية لم تنفذ أي ضربات في منطقة خفض التصعيد في إدلب. وأكد البيان أن المعلومات التي نشرتها عدد من وسائل إعلام روسية عن مصادر عسكرية روسية حول شن الطيران الروسي ضربات دقيقة على أهداف في محافظة إدلب لا تتفق مع الواقع بشكل تام.
وكانت صحيفة كوميرسانت الروسية ذكرت في وقت سابق أمس نقلاً عن مصادر عسكرية أن الطائرات الحربية الروسية شنت ضربات على مواقع تابعة للتنظيمات الارهابية في منطقة خفض التصعيد في إدلب في التاسع من الشهر الجاري.
مندوب سورية الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بسام الصباغ أشار خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته البعثة الروسية في لاهاي لممثلي وسائل الإعلام لعرض ملاحظات الخبراء الروس بشأن تقرير مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في دوما: إلى التسييس الواضح الذي ظهر في التقرير من خلال بعض الإيحاءات ضد الحكومة السورية في الوقت الذي أهمل تماماً دور منظمة “الخوذ البيضاء” ذراع جبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي لعبت دوراً في تطبيق أجندة الدول التي وقفت وراء الحرب ضد سورية وبشكلٍ خاص من خلال استخدام هذه الحادثة كذريعة لتبرير العدوان الأمريكي الغربي على الأراضي السورية يوم الـ14 من نيسان 2018 والذي يمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأكد الصباغ أن التقرير قد خلا من الحيادية والموضوعية عبر استبعاد بعثة تقصي الحقائق بشكلٍ كامل حيازة المجموعات الإرهابية المواد الكيميائية السامة وبشكلٍ خاص الكلورين الذي تم العثور عليه في مستودعات الإرهابيين في دوما.
وركز المندوب الدائم لسورية في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على مسألة ازدواجية المعايير الواضحة بشأن التعامل مع شهادات الشهود والتمييز بين الذين تمت مقابلتهم داخل سورية وبين الآخرين الذين تمت مقابلتهم خارج سورية، مشيراً في هذا الصدد إلى أن 7 من أصل 15 شاهداً من الذين ظهروا في الفيديوهات المنشورة حول الحادثة تمت مقابلتهم في سورية في حين أن 26 شاهداً تمت مقابلتهم خارج سورية ولم يعرف أي شيء عن صلتهم بالحادثة إلى جانب التناقضات الكثيرة في شهاداتهم، مشدداً على أن التقرير يثير مشاكل كبيرة من الناحية الفنية والقانونية وخاصة ما يتعلق بالتزام أنشطة بعثة تقصي الحقائق مع نصوص اتفاقية الأسلحة الكيميائية وخاصة عندما يتعلق الأمر بأخذ العينات ومقابلات الشهود والتعاون مع الدولة الطرف ذات الصلة.
وأكد السفير الصباغ في ختام حديثه على أن الجمهورية العربية السورية قدمت التعاون الكامل مع بعثة تقصي الحقائق وأنها كانت تأمل من خلال تسهيل عملها بشأن هذه الحادثة بالتوصل إلى استنتاجات منطقية وموضوعية وألا تخضع للضغوط التي تمارس عليها من قبل بعض الدول المعروفة، مشدداً على أن سورية نفذت كل التزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية وماضية في التعاون مع الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. من جهته قال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمة الكسندر شولغين في لاهاي: إن سورية وروسيا قدمتا كل التسهيلات اللازمة للبعثة لتأدية مهامها على أكمل وجه مؤكداً أن لا صحة للاتهامات الغربية بعرقلة مجرى التحقيق.
وذكر شولغين بتقديم بعثتي سورية وروسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في نيسان الماضي إحاطة لـ 17 شاهداً بمقر المنظمة في لاهاي لإثبات أن الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما عبارة عن مسرحية مفبركة ولكن بعثة الولايات المتحدة امتنعت مع حلفائها عن الحضور لأنهم لا يريدون سماع الحقيقة من أفواه الأشخاص الذين تواجدوا في دوما يوم الـ7 من نيسان الماضي عندما زعمت هذه الدول وادعت بأن هناك حادثاً مزعوماً باستخدام الحكومة السورية مواد كيميائية في المدينة.