الصفحة الاولىصحيفة البعث

فنزويلا تمهل الدبلوماسيين الأمريكيين 3 أيام لمغادرة أراضيها

 

ردّاً على التدخلات الأمريكية في شؤون فنزويلا الداخلية، ومحاولة واشنطن زعزعة استقرارها، عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية، أعلن وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا، أمس، أن سلطات بلاده أمهلت الدبلوماسيين الأمريكيين ثلاثة أيام لمغادرة الأراضي الفنزويلية.

وأعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في كانون الثاني الماضي إغلاق سفارة بلاده وكل قنصلياتها لدى الولايات المتحدة، بعدما قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، التي اعترفت بالمعارض اليميني خوان غوايدو رئيساً بالوكالة، في محاولات مستميتة لإحياء مخططات واشنطن للهيمنة على هذا البلد، الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة.

وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية أمراً يقضي بأن يغادر موظفوها غير الأساسيين البعثات الدبلوماسية التابعة لها لدى فنزويلا، دون تحديد عدد الدبلوماسيين الذين سيبقون هناك، مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك ستبقى السفارة الأمريكية في العاصمة كراكاس مفتوحة. وفي إطار التحقيقات الجارية حول المسؤولين عن الهجوم التخريبي على شبكة الكهرباء، أعلن الرئيس مادورو عن اعتقال شخصين بتهمة محاولة تنظيم عمل تخريبي في مرافق شبكة الكهرباء في البلاد، وقال في خطاب متلفز تمّ بثه على صفحته في تويتر: “اعتقلنا شخصين حاولا القيام بعمل تخريبي في نظام الاتصال في خزان “غوري” المائي، وذلك من أجل وقف عملية استئناف التزويد بالكهرباء ويجري استجوابهما”.

ووقع في محطة “غوري” الكهرومائية الفنزويلية، التي تغطي 80 % من احتياجات البلاد من الكهرباء، الأسبوع الماضي، حادث كبير تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في أكثر من 20 من أصل 23 ولاية فنزويلية، كما أدّى الحادث إلى وقف نظام النقل وتزويد البلاد بالمياه.

إلى ذلك، أدانت كوبا بشدة التخريب الذي قامت به الإدارة الأمريكية واستهدف نظام إمدادات الطاقة في فنزويلا، وتسبّب بانقطاع تام للتيار الكهربائي في معظم أنحاء البلاد منذ أيام، وقالت: إن واشنطن “ترتكب عملاً تخريبياً وإرهابياً”، وأضافت الحكومة الكوبية في بيان: إنها “تدين بشدة تخريب إمدادات الكهرباء في فنزويلا الذي يشكل عملاً إرهابياً يهدف إلى الإضرار بشعب مسالم لدولة بأكملها”.

وأكدت الحكومة الكوبية في بيانها “أن الهدف من هذه الأعمال التخريبية هو تحويل فنزويلا إلى رهينة للحرب غير التقليدية التي تشنّها الإدارة الأمريكية عليها”، موضحة أن هذا العمل يزيد من وطأة الحرب الاقتصادية والمالية القاسية المفروضة على فنزويلا، ويكشف النية الواضحة الساعية لإخضاع شعب لم يستسلم، بل تمسك أكثر بسيادته واستقلاله.

وشدّدت كوبا في بيانها على أن هذا التصعيد للحرب غير التقليدية، التي تقودها واشنطن ضد كاراكاس، والذي يأتي بعد الاستفزاز الفاشل المدبّر في 23 شباط الماضي بإدخال مساعدات إنسانية مزعومة إلى فنزويلا بالقوة، يشكّل تحدياً للسلطات الشرعية في ذلك البلد، وانتهاكاً للقانون الدولي ومبادئ وقواعد ميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن الولايات المتحدة تمتلك ثمانين قاعدة عسكرية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بما في ذلك القواعد التي تحتل الأراضي الكوبية في غوانتانامو، وحوالي 800 قاعدة في أنحاء العالم، ولديها متخصصون في التعذيب والقمع وسجون سرية، إضافة إلى تاريخ حافل من الكذب والافتراءات.

كما أكد البيان عمق العلاقات التي تربط بين كوبا وفنزويلا، وأنها تقوم على التضامن والاحترام المتبادل والالتزام المشترك بأهداف تحقيق التكامل في أمريكا اللاتينية المستقلة ذات السيادة، والعمل على تنفيذ إعلان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي باعتبارها منطقة سلام والدفاع عنها.

وفي مؤشر على حالة اليأس التي تعانيها الإدارة الأمريكية بسبب فشل محاولاتها في الانقلاب على الرئيس الشرعي في فنزويلا، هاجم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو روسيا بسبب تعاونها مع السلطات الفنزويلية وشراء النفط من شركة النفط الحكومية الفنزويلية، فيما رفضت شركة النفط الروسية “روس نفط” الاتهامات التي وجّهها لها بومبيو، بالقيام بشراء النفط الفنزويلي، مؤكدة أن تعاونها مع شركة النفط الحكومية الفنزويلية ينطلق من أسس تجارية بحتة، ولا يتضمن أية دوافع سياسية، ومشدّدة على أن عقودها معها أبرمت قبل وقت طويل، مشدّدة على عزمها الدفاع عن مصالحها بجميع الوسائل القانونية المتاحة، ووفقاً للقانون الدولي.