ثقافةصحيفة البعث

الذكرى الأولى لرحيل الأديب الدمشقي.. نصر الدين البحرة

 ملهم الصالح
برحيله في 29 نيسان 2021، ودّعت دمشق آخر ظرفائها، نصر الدين البحرة، الحكواتي، والراوية، والكاتب، والمربي، والقاص، والشاعر، والصحفي، والإذاعي، والمسرحي، والناقد السينمائي، والمؤرخ، والباحث، أحد رموز الجيل الثاني المؤسس للثقافة السورية المعاصرة (منذ خمسينيات القرن الماضي). ونصر الدين البحرة (1934 – 2022)، مواليد حي مئذنة الشحم (دمشق)، مجاز في الفلسفة والدراسات الاجتماعية من جامعة دمشق، اشتغل في التعليم الابتدائي والثانوي مدرساً للفلسفة واللغة العربية في دمشق وبيروت. تأثر بصورة عميقة بأدب الواقعية الاشتراكية، كانت السخرية سمة أساسية في إبداعه، وكان شخصية فريدة، دمثة، محببة في الحياة الدمشقية الثقافية، والفنية، والاجتماعية، والسياسية.
نال الجائزة الأدبية الثانية في مهرجان وارسو الدولي للشباب والطلاب 1955، عن قصته “أبو دياب يكره الحرب”. وإلى جانب القصة القصيرة، كتب الشعر العمودي، وقصيدة النثر، والدراسات الأدبية، والسينمائية، والتاريخية، وله مقالات كثيرة منشورة في الصحف السورية والعربية.
ساهم في تأسيس المسرح القومي السوري، مثّل وأعدّ وأخرج عدداً من الأعمال المسرحية، مع النادي الفني على مسرح معرض دمشق الدولي منذ 1960. علاقته مع الإذاعة تمتد لـ 65 عاماً (1952 – 2017)، إذ أعدّ وقدّم الكثير من البرامج الثقافية، لصالح إذاعة دمشق، وللتلفزيون العربي السوري.
مارس الصحافة أواسط الخمسينيات، فعمل محرراً، وأمين تحرير عدد من صحف دمشق، منها: “صوت العرب”، “الوعي”، “الصرخة”، “الطليعة”، “الرأي العام”، كما انتدب لصالح “جريدة الثورة”، معلقاً سياسياً، ومحرراً رئيسياً، ثم أميناً لقسم الدراسات، فرئيس قسم الأرشيف، ليتولى أمانة تحريرها 1969.
انتخب عضواً لمجلس الشعب (الدور التشريعي الرابع 1986 – 1990)، عن مدينة دمشق، وعيّن مستشاراً لرئيس المجلس لشؤون الإعلام والثقافة، وأسس مجلة “مجلس الشعب”، وترأس تحريرها.
شغل مناصب إدارية، وحاز عضوية منظمات وهيئات ثقافية فنية محلية ودولية منها: عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، رئيس تحرير مجلة “التراث العربي”، عضو جمعية القصة والرواية، عضو اتحاد الصحفيين السوريين، عضو في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
أصدر مجموعات قصصية عدّة منها: “هل تدمع العيون”، “أنشودة المروض الهرم”، “رمي الجمار”، “أغنية المعول”، “رقصة الفراشة الأخيرة”، “محاكمة أجير الفران”، “الدار”. له في الشعر مجموعة واحدة: “البستان”. وترجم عن الإنكليزية: “الجميلة والوحش”. في رصيده دراسات أدبية، وتاريخية، وسياسية منها: “أحاديث وتجارب مسرحية”، “الأدب الفلسطيني المعاصر بين التعبير والتحريض”، “الثورة في أفريقيا”، “دمشق الأسرار”، “دمشق في الأربعينات”، “نفسية اليهودي في التاريخ”، “موشور الفصحى الجميل”، “الضحك تاريخ وفن”.