روسيا تنشر قاذفات استراتيجية في القرم
على الرغم من الدعوات الروسية للولايات المتحدة الأمريكية للعودة إلى معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وإزالة كل أسباب الالتباس عبر الحوار، لتجنيب العالم من سباق تسلّح جديد، إلا أن واشنطن ضربت عرض الحائط بكل ذلك، واندفعت نحو خرق المعاهدة، بداية من إجراء تجارب صواريخ بمديات مختلفة، وليس انتهاءً بنشر أنظمة دفاع صاروخي في رومانيا، الأمر الذي دفع بموسكو إلى اتخاذ قرارات حاسمة، حيث أعلن رئيس لجنة الدفاع والأمن في المجلس الأعلى من البرلمان الروسي فيكتور بونادريف أن موسكو قررت إرسال طائرات قاذفة استراتيجية قادرة على حمل أسلحة نووية إلى القرم، رداً على نشر الولايات المتحدة أنظمة دفاع صاروخي في رومانيا.
وفي شهر آب 2016 نشر الجيش الروسي منظومة “إس – “400” لصواريخ الأرض – جو في شبه جزيرة القرم، وتُعد هذه المنظومة من الأسلحة الأكثر فاعلية في العالم لصد أي هجوم جوي.
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستكون مضطرة لإعداد ونشر صواريخ متوسطة المدى في القريب العاجل، رداً على ما تقوم به الولايات المتحدة.
وقالت الخارجية في بيان: إن الولايات المتحدة الأمريكية نشطة باختباراتها الصاروخية الجديدة، وخصوصاً فيما يتعلق بالصواريخ متوسطة المدى، لذلك فإن روسيا مضطرة لنشر صواريخ متوسطة المدى أيضاً لمواجهة أي خطر محتمل، بالرغم من معارضتنا لهذا الخيار، مشيرة إلى أن روسيا حريصة على الحفاظ على التوازن العالمي فيما يخص الأسلحة النووية والبالستية، والحفاظ على اتفاقية عدم النشر التي تمّ نقضها من قبل الولايات المتحدة.
وأضافت الوزارة: إذا بقيت الولايات المتحدة على موقفها الحالي من معاهدة الحد من الصواريخ القصيرة ومتوسطة المدى، فسيؤدي ذلك إلى وقف سريان المعاهدة في الـ 2 من آب، وحذّرت من أن انهيار المعاهدة ستكون له عواقب سلبية للغاية على الأمن والاستقرار الدوليين قد تبدأ بسباق تسلح متعدّد الأطراف في عدة مناطق في وقت واحد، وسيتآكل حينها نظام مراقبة الأسلحة، مؤكدة أن “هذا التطوّر محفوف بتهديدات خطيرة لديمومة نظام معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واحتمالات نزع السلاح النووي مستقبلاً في العالم”.