الصفحة الاولىصحيفة البعث

الإرهاب الصهيوني يحوّل سلفيت وقراها إلى منطقة عسكرية مغلقة

 

لليوم الثالث على التوالي، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصار مدينة سلفيت وقراها بالضفة الغربية وعزلها عن محيطها، وشن حملات اعتقال واسعة في صفوف الفلسطينيين، تزامناً مع هجمات مكثفة لعصابات المستوطنين عليها، وإعلان الاحتلال عن إقامة 840 وحدة استيطانية على أراضي الفلسطينيين في المدينة.
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة المحتلة غسان دغلس، أشار إلى أن الاحتلال يفرض حصاراً شاملاً على شمال الضفة، وينشر حواجزه على مداخل مدينة سلفيت بعد أن حوّلها إلى منطقة مغلقة، ترافق ذلك مع حملة اعتقالات واعتداءات مكثفة للمستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، ولفت إلى أن 18 قرية في مدينة سلفيت، وخاصة بلدة الزاوية، تتعرّض لعدوان الاحتلال، الذي عزل تلك القرى عن العالم الخارجي، ومنع خروج الطلبة والمرضى منها، مشيراً إلى أن الساعات الماضية شهدت أكثر من 40 هجمة للمستوطنين على منازل ومركبات الفلسطينيين بحماية قوات الاحتلال، التي انتشرت بكثافة على الطرق المؤدية إلى سلفيت.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف أوضح أن الاحتلال يحاصر سلفيت بـ 24 مستوطنة، بعد أن استولى على معظم أراضي المدينة التي تقع شمال الضفة، لافتاً إلى أن إعلان الاحتلال عن إقامة 840 وحدة استيطانية في سلفيت جاء بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، التي تدعم إرهاب الاحتلال وسلبه للأرض الفلسطينية، وهي تتحمّل مسؤولية الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وأكد أن ما يمارسه الاحتلال من إرهاب في سلفيت وقراها لن يزيد الفلسطينيين إلا صموداً وتشبثاً بأرضهم، داعياً المجتمع الدولي إلى توفير حماية عاجلة للشعب الفلسطيني من جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.
بدوره، أوضح عضو المكتب السياسي لحزب الشعب غسان الخطيب أن مدينة سلفيت تتعرّض لحرب شاملة، كما كل المدن الفلسطينية، من قبل الاحتلال، الذي يستغل الصمت الدولي لتنفيذ جرائم بشعة بحق الفلسطينيين، مؤكداً أن العدوان المتواصل على سلفيت وقراها انتهاك سافر لكل المواثيق والقوانين الدولية الخاصة بحماية الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.
في الأثناء، أكد وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني صبري صيدم أن انتهاكات وجرائم سلطات الاحتلال أدت إلى استشهاد 49 طالباً ومعلماً فلسطينياً خلال العام الماضي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإصابة 3191 طالباً بجروح، من بينهم 17 حالة بتر في قطاع غزة و106 من المعلمين والإداريين، وأوضح، خلال مؤتمر صحفي، أن تقرير الانتهاكات السنوية يظهر أن 97 مدرسة تعرضت لاعتداءات الاحتلال 87، منها في الضفة الغربية و10 في غزة، بواقع 345 اعتداء، تنوّع بين قصف مدفعي وطيران واقتحام وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي، سواء بشكل جزئي أو كلي، كما بلغ عدد المعتقلين من الطلبة 299 طالباً و30 معتقلاً من المعلمين والموظفين في كل المديريات، وأشار إلى أن من أبرز المدارس الفلسطينية التي تعرّضت لانتهاكات الاحتلال مدرسة التحدي 13 جنوب الخليل، التي تم تدميرها وإزالتها بشكل كامل ومدارس اللبن والساوية وقرطبة المختلطة التي تواجه انتهاكات بشكل شبه يومي من قوات الاحتلال والمستوطنين. وطالب وزير التربية والتعليم المجتمع الدولي بوضع حد لانتهاكات الاحتلال بحق قطاع التعليم وإنهاء معاناة الطلبة الفلسطينيين والإفراج العاجل عن الطلبة الأسرى في معتقلات الاحتلال.
بالتوازي، اقتحمت قوات الاحتلال نابلس وسلفيت ورام الله وبلدتي عزموط وتقوع جنوب شرق بيت لحم بالضفة الغربية، واعتقلت 15 فلسطينياً، كما اقتحمت برفقة عدة جرافات مخيم شعفاط شمال شرق مدينة القدس المحتلة، وهدمت مبنى قيد الإنشاء تابعاً لمدرسة الرازي، كما أطلقت بحرية الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام على آلاف المشاركين في المسير البحري الـ25 لكسر الحصار عن قطاع غزة شرق البريج شمال القطاع، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح وحالات اختناق.