“نون” للمنتجات اليدوية في معرض فني
لم يعتمد معرض مجموعة نون الذي أقيم بالمركز الثقافي العربي –أبو رمانة- على العرض الكثيف للمنتجات اليدوية، إذ قدم تصاميم فنية جديدة للتزيينات المنزلية لاسيما بالزوايا من خلال اللوحات الصغيرة جداً المشكّلة من الأغصان الرفيعة للأشجار باستخدام تقنية الكولاج للحصى الصغيرة برسم ملامح الوجه أو إضافة الأعواد الصغيرة بطريقة تعبيرية موحية بدلالاتها ورموزها بالعلاقات الإنسانية مستمدة من المشاهدات الطبيعية، كما في لوحة الثنائيات المتسمة بابتسامة تعبيرية دافئة.
وارتبط المعرض بجانب كبير منه بمدينة دمشق الخالدة من خلال تصاميم صغيرة على أسطوانات مغلفة بقماش ملون رُسمت عليه حالات تعبيرية لدوران المولوية المرتبطة بجلسات الذكر.
في حين بدت المباشرة الفنية واضحة في اللوحات الصغيرة جداً التي جسدت معالم حارات دمشق القديمة، وفضاءات البيت الدمشقي الكبير بأسلوب واقعي من حيث التكوين واللون، إضافة إلى تخطيط أبيات الشعر التي تغنت بدمشق على اللوحة الصغيرة كما في لوحات الفنانة عالية النعيمي، التي اعتلت إحداها قول شاعر دمشق نزار قباني:
والدهر يبدأ من دمشق وعندها تبقى اللغات وتحفظ الأنساب
كما أفرد المعرض جانباً للفنانة رنا الحوري التي قدمت مجسمات نحتية من المعدن صغيرة جداً، أظهرت قدسية الأمومة بالتلاحم بين الأم وصغيرها.
وتابعت مجموعة نون مساراتها الفنية المتعلقة بتصميم الإكسسوارات والجزادين والحقائب الصغيرة والمشغولات الصوفية، ولم يقتصر الجديد على تصاميم الزينة، فأوضحت المشاركة منى أبو خير المتخصصة بصناعة القشبيات أنها عملت في هذا المعرض على تقديم الكوسترات القشبية التي تشكّل قاعدة للأشياء، إضافة إلى تصميم أشكال فنية مختلفة من المرايا المحاطة بالقشبيات وأطباق القش والسلل، والأجمل هو تلبيس الزجاج الملون لاسيما الكؤوس بالقشبيات.
وبينت المشاركة سناء القدة أنها ركزت مشغولاتها بفنّ التدوير على الصناديق الخشبية الصغيرة وإطارات الصور المصنوعة بطريقة هندسية من أعواد خافضات اللسان الطبية، إضافة إلى تصميم أغلفة الكتب، والقرطاسية. وتعد مجموعة نون بمشاركة رنا قنواتي أنموذجاً مصغراً للعمل الفني الجماعي المنوّع.
ملده شويكاني