اختراع وقرار
لم يتمكن اتحاد كرة القدم حتى اللحظة من حسم الجدل الذي يدور حول مباريات التجمع النهائي المؤهل للدوري الممتاز رغم مرور أكثر من شهر ونصف على إقامة هذه المباريات، ولعل أكثر ما يزيد الأمر سوءاً هو صدور قرارين متضادين خلال فترة وجيزة قبل أن يتم التريث في الحسم النهائي.
فبعد أن قدم فريق الحرية اعتراضه على مباراة الجهاد والجزيرة الشهيرة، شكّل الاتحاد لجنة تحقيق، وبعدها ثبت الاتحاد نتائج التجمع قبل أن يعود ويفتح التحقيق مجدداً، ويستدعي كل الأطراف التي لها علاقة بالموضوع دون أن ترشح عن هذه الاجتماعات أية نتيجة تذكر.
الاتحاد مطالب اليوم قبل الغد بإصدار حكمه مهما كان، بغض النظر عن رضى الناديين المعنيين من عدمه، وذلك بالاعتماد على الأدلة الموجودة بين يديه، فليس معقولاً أن تُشكّل لجنتان للتحقيق دون أن تظهر لديهما أدلة براءة أو إدانة لأحد الأطراف، كما أن الاتحاد بات أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يعلن أن تلاعباً قد حصل في مباراة الجهاد والجزيرة، وبالتالي إنصاف نادي الحرية، وإعادة الحق له بالصعود لدوري الممتاز، أو أن يعاقب كل من ضلل وصرح لوسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأشعل الشارع الرياضي من كوادر نادي الجهاد، وتحديداً من أكد وجود ضغوط على الفريق للتساهل أمام جاره.
عموماً التأخير في مثل هذه القضايا ليس محموداً، والتأني فيها لا يوصل للسلامة، ولا يقدم القرار المنتظر بالإقناع اللازم، فاللوائح التي تحكم في فصل هذه القضايا واضحة وموجودة، وليست بحاجة لاختراعات أو تأويلات جديدة، فالموضوع أبسط مما يتخيل البعض، لكنه بحاجة لجرأة وشجاعة دون الالتفات لرضى أو غضب البعض.
مؤيد البش