عندما تتحدث أرقام الحوادث المؤسفة.. بدلالة 3878 حالة إسعافية منذ بداية العام
حماة – محمد فرحة
تعدت الأرقام التي قدمها لنا الدكتور ماهر اليونس مدير عام هيئة مشفى مصياف الوطني، كل التصورات والتوقعات لجهة ضخامتها المأساوية والعددية في آن معاً، فهي مذهلة لكثرتها ومحزنة لما لحق ببني البشر من حوادث. ما يشي بأن حالات الطيش حيناً، وسوء الخدمات الطرقية حيناً آخر هما السمة البارزة لكل ما جرى ويجري من حوادث، حيث وصل عدد الحالات الإسعافية بدءاً من مطلع هذا العام الى /3878 / مراجعاً بحاله إسعافية، منها المؤسف جداً جراء تعرض البعض للوفاة، والبعض الآخر للكسور والجروح والرضوض والتشوه، وهذا يشكل مخاوف صحية يومية على حياة الناس.
وراح الدكتور اليونس يتحدث بأسف لما آل إليه واقع الحال الخدمي في مدينة مصياف وريفها من سوء الطرقات وأكوام الزبالة والحفريات التي تملأ شوارع المدينة منذ سنوات، منوهاً إلى أن حفرة في مدخل مقصف الوراقة وقع بها أربعة حوادث مؤسفة، ولا تزال صامدة رغم كل المآسي التي سببته وتسببه منذ سنوات. وزاد اليونس أن قسماً كبيراً من هذه الحوادث كان لها تداعيات محزنة؛ فمنها من تعرض لطلق ناري عشوائي، ومنها من تعرض لحوادث السير.
وفي سياق آخر أوضح مدير عام هيئة المشفى أن إشغالات المشفى بكل أقسامه دائماًِ / كومبليه / لا شاغر أحياناً لحادث إسعافي جديد أو ولادة جديدة، والمثال: كان قسم الأطفال سعته 8، أمسى اليوم 40، وعدد الحواضن كان 6 أمسى اليوم 15 حاضنة زائد حاضنتين غواصتين، أي سرعتها الخدمية خيالية مضاعفة؛ ما وفرت الكثير من الجهد والوقت علينا وعلى المراجعين، مشيراً إلى أن إجره الحاضنة في اليوم ألف ليرة، في حين تتقاضى المشافي الخاصة في اليوم الواحد على الحاضنة من 30 – 40 ألف ليرة، فمن هنا نرى أهمية المشافي العامة، ودورها الكبير في تقديم الخدمات الطبية للمواطن.
بالعموم الحفر مازالت العنوان البارز لمدينة مصياف منذ سنة ونصف، وما يقال عن اجتماع خدمي هنا وآخر هناك لا يغني ولا يسمن من جوع، ف3868 حادثاً ليس بالرقم الذي يجب تجاهله أياً كان نوعه؛ غرقاً، حرقاً، حادثاً مرورياً وما شابه ذلك.