زواياصحيفة البعثمحليات

“الأخضر” يتسلق !!

يبدو أن الدولار عاقد العزم على الصعود عالياً، واستعادة نغمة التحليق في السوق السوداء، مستغلاً الخلل القائم بغياب الإجراءات الرادعة التي تلجم جنونه بالوصول إلى أرقام مخيفة ستجر وراءها قائمة لا حد لها من الارتفاع الجنوني للأسعار، وسط مراوحة الراتب “المشلول” في مكانه بعد أن فقد كل مقومات الصمود!
للأسف، هذا الارتفاع المتصاعد “للأخضر” لم يقابله كما في كل مرة أي توضيح ولو مقتضب من “المركزي” يفسّر حقيقة ما يجري، علماً أن الارتفاع في جزء منه مؤشر إيجابي على وجود حراك اقتصادي بعد عودة عجلة الإنتاج في الكثير من المناطق المحررة من الارهاب؛ مما زاد الطلب على الدولار، وأمر طبيعي هنا أن يرتفع سعره بسبب الزيادة على طلبه، لكن يبقى المواطن في انتظار سماع المبررات بدلاً من الصمت! “لعل المانع خير”.
دعونا نسأل: لماذا لا نستفيد من تجارب الآخرين في محاصرة الدولار؟!
هناك دول مرت بأزمات اقتصادية وديونها بلغت مليارات الدولارات، لكنها لم تتعرض لمثل هذه “الخضات” التي باتت مزمنة عندنا!
شماعة “الحرب الإرهابية هي السبب الرئيس لجنون الدولار”، حفظها المواطن عن ظهر قلب، ولم يعد مقبولاً اليوم جعلها مبرراً لكل خيبة، فالوطن يتعافى بهمة بواسل جيشنا الذين جعلوا من دمائهم وقوداً للمعامل والمصانع، فهل فقدنا الحلول البديلة؟!
بالمختصر، المطلوب إجراءات عاجلة، وتوضيحات مطمئنة للشارع السوري الذي يعي تماماً ظروف الحرب ومنعكساتها على الاقتصاد بشكل خاص، لكنه لا يقبل أن يبقى “كالأطرش بالزفة” وعرضة للشائعات، ومشاهداً للمتلاعبين بسعر الصرف دون حسيب أو رقيب!!
هامش: في العام الماضي قال أحد المعنيين بإحدى الوزارات تحت قبة البرلمان “إنه لا يعلم أسباب ارتفاع الدولار”، مضيفاً وتحت ضغط أسئلة أعضاء المجلس “اللعبة كبيرة والضغوط الاقتصادية كثيرة”، فإذا كان لا يعلم وهو ابن السلطة التنفيذية، فمن يعلم إذن؟!!
دعونا نسمع اليوم قبل الغد بالواقع لا بالأحلام خبراً عنوانه “الليرة السورية تستعيد بريقها وقوتها والدولار إلى الهاوية”، هل هذا بمستحيل؟!
غسان فطوم
gassanazf@gmail.com