الصفحة الاولىصحيفة البعث

يــــوم جولانـــي في مجلـــس الأمـــن.. أمريكا وإسرائيل معزولتـــــان سوريـــــة تشتعــــل غضبــــاً ضــــد إعــــلان ترامـــب

 

الإجماع الدولي على رفض اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الجولان السوري المحتل، والوضع في سورية، كان عنواناً لجلستين عقدهما مجلس الأمن يوم أمس حيث أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري خلال الجلسة الثانية أنه في الوقت الذي نجتمع فيه لمناقشة إعلان ترامب غير الشرعي بشأن الجولان السوري المحتل شن طيران الاحتلال الإسرائيلي عدواناً جوياً على المنطقة الصناعية شرق حلب وتصدت دفاعاتنا الجوية للعدوان وأسقطت عدداً من الصواريخ المعادية.
وقال الجعفري: طفلة سورية من الجولان المحتل بعثت رسالة إلينا تقول فيها: إن مستقبلنا نحن أطفال الجولان لا يحدده ترامب أو كيان الاحتلال الإسرائيلي بل تاريخنا وحاضرنا وأحلامنا التي نحياها فوق تراب الجولان أرض آبائنا وأجدادنا وسيبقى حلمنا العودة إلى وطننا الغالي سورية. وتابع: بأن سورية تدين إعلان ترامب حول الجولان السوري المحتل وتعتبره  مجرد تصرف أحادي الجانب صادر عن طرف لا يملك الصفة ولا الأهلية السياسية ولا القانونية ولا الأخلاقية ليقرر مصائر شعوب العالم أو ليتصرف بأراض هي جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، وأضاف إن الممارسات الأمريكية تعكس جنوحاً خطيراً وغير مسبوق نحو تقويض القانون الدولي وإهانة الأمم المتحدة والضرب عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة بخصوص حتمية إنهاء احتلال “إسرائيل” للأراضي العربية المحتلة وانسحابها منها حتى خط الرابع من حزيران 1967.
وشدد على أن التصرف الأمريكي الأحادي هو إقرار واضح بأن واشنطن لم تعد تقيم وزناً للأمم المتحدة وأنها سحبت موافقتها واعترافها بقرارات الشرعية الدولية وأنهت دورها كوسيط فى أي عملية لإحلال السلام وأدخلت المنطقة والعالم في أجواء التصعيد والمواجهة، لافتاً إلى أن مجلس الأمن هو المعني الأول بصون السلم والأمن الدوليين وبالدفاع عن الشرعية الدولية وأحكام الميثاق والمرجعيات والإرث القانوني الدولي القائم على رفض الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي للجولان وإدانته والدعوة إلى إنهائه.
وأشار الجعفري إلى أن سورية تقدر المواقف الدولية والأممية التي صدرت في أعقاب الإعلان الأمريكي السافر والتي أثبتت للرأي العام العالمي عزلة الأمريكي والإسرائيلي وتهديدهما المباشر للسلم والأمن الدوليين، مشدداً على أن واشنطن بإعلانها غير الشرعي حول الجولان السوري المحتل تكون أخلت بواجباتها والتزاماتها تجاه أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن وعلى الأمم المتحدة أن تتصدى للانتهاك الأمريكي الجسيم لقراراتها ومرجعياتها من خلال استرداد دورها وولايتها القانونية المختطفة من الجانب الأمريكي والعمل على تطبيق قرارات مجلس الامن 242 و338 و497، منوهاً إلى أن الشعب السوري ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها دولة عدوة خارجة عن القانون تحتل جزءاً من أراضيه بعد أن تسببت بقتل آلاف السوريين وتدمير البنى التحتية والاقتصاد والمقدرات الوطنية السورية، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية تواصل حماية الاحتلال الإسرائيلي من خلال تشتيت الانتباه عن المخاطر الحقيقية التي يتعرض لها السلم والأمن الدوليان بسبب استمرار هذا الاحتلال ومن خلال خلق صراعات خطيرة قد تتسبب بإطالة أمد حالة عدم الاستقرار فى المنطقة أو بخلق حروب وفوضى تصعب مواجهة عواقبها والسيطرة عليها، وأضاف لو أن مجلس الأمن تصدى منذ اللحظة الأولى لغزو وتدمير العراق لما وصلنا إلى هذا الحالة غير المسبوقة من ازدراء القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة بصون السلم والأمن الدوليين، وأن تخاذل الأمم المتحدة في مواجهة الموقف الأمريكي الخطير لن يترك أمام الدول والشعوب الرازحة تحت الاحتلال إلا إعمال مبدأ “ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة”، مشدداً تأكيد سورية بأن الجولان المحتل سيعود وعلى الأمريكي والإسرائيلي ألا يظنوا واهمين بأن أرضاً سورية يمكن أن تكون يوماً جزءاً من صفقة لعينة وخبيثة، وأن الجولان أرض سورية ستعود  شاءت “إسرائيل” أم أبت وسواء حمتها أمريكا أم لا.
وفي وقت سابق، استهل الجعفري، كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في سورية، باستذكار عبارة مأثورة ألا وهي: “لكل إنسان متحضّر في هذا العالم وطنان: وطنه الأم وسورية”، ومقولة أخرى: “إن السياسة ليست مزحة تافهة، بل هي المسؤولية الحقيقية”، مؤكداً أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الجولان السوري المحتل كشف حقيقة المخطط الموجّه ضد سورية بشكل خاص والمنطقة بأكملها، والرامي إلى نشر الفوضى والدمار في المنطقة، وتكريس واقع جديد على غرار مخطط سايكس-بيكو ووعد بلفور، فيما حذّر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا من أن تنظيم جبهة النصرة ومنظمة الخوذ البيضاء الإرهابيين في محافظة إدلب يحضّران لهجوم كيميائي جديد، مشيراً إلى أن الوضع في المحافظة خطير، ولا يمكن السكوت عنه.
وبيّن أن دول المخطط الاستعماري الجديد، وفي سعيها لتحقيق تلك المخططات، أخرجت كل الأسلحة التي في جعبتها، والتي تراوحت بين تشويه الأديان وتشجيع تيارات المغالاة والتطرّف والتكفير فيها وممارسة الضغط السياسي والتضليل الإعلامي، وترافق ذلك مع تجميع وحشد ودعم الإرهابيين الأجانب وتنظيمهم في كيانات إرهابية متعدّدة التسميات والولاءات، أبرزها تنظيما “داعش” وجبهة النصرة الإرهابيان، وشن اعتداءات انفرادية تارة وثلاثية تارة أخرى على الأراضي السورية، وكذلك من خلال “التحالف الدولي” غير الشرعي، الذي ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين، علاوة على فرض إرهاب اقتصادي جسّدته التدابير القسرية أحادية الجانب، وكل ذلك بهدف إضعاف الدولة السورية ومؤسساتها.
وأشار الجعفري إلى أن الأمر لم يقتصر على ذلك، حيث وظّفت حكومات الدول المعادية لسورية الوضع الإنساني والمعاناة الكبيرة التي تسببت بها ممارساتها العدائية لتشويه صورة الحكومة السورية وجهودها لدعم وتمكين السوريين من تجاوز الأزمة، مبيناً أن هذه الممارسة مستمرة، وتتجلى بأحد أوجهها في استمرار احتجاز القوات الأمريكية والتنظيمات الإرهابية التابعة لها آلاف المهجرين منذ 1791 يوماً داخل مخيم الركبان في منطقة التنف المحتلة دون أي اكتراث بمعاناة هؤلاء وأوضاعهم المعيشية الكارثية، التي عاينتها الأمم المتحدة بنفسها، وأجرت استطلاعاً داخل المخيم تبيّن بنتيجته أن 95 بالمئة من قاطنيه يريدون مغادرة المخيم والعودة إلى قراهم ومدنهم، فلماذا يستمر الأمريكيون باحتجازهم في الركبان؟!، وأوضح أن الحكومة السورية اتخذت الإجراءات اللازمة لإجلاء محتجزي مخيم الركبان وإنهاء معاناتهم، وهي تطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالضغط على الجانب الأمريكي للسماح لقاطني المخيم بحرية الحركة وضمان أمن وسلامة الطواقم الإنسانية ووسائل النقل التي ستعمل على إنهاء معاناة المدنيين وتفكيك المخيم، كما تطالبهما بإلزام القوات الأجنبية غير الشرعية بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي السورية.
وجدّد الجعفري التأكيد على استعداد سورية للاستمرار بالتعاون مع المبعوث الخاص للأمين العام غير بيدرسون لإنجاح مهمته بتيسير الحوار السوري-السوري للوصول إلى حل سياسي يحقق مصلحة السوريين، ويحافظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدتها أرضاً وشعباً، ويؤدي إلى القضاء على الإرهاب وإنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي على أراضيها، كما تشدّد على أن العملية السياسية يجب أن تتم بقيادة وملكية سورية فقط، وأن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلده، وأن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرّره السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي، وذلك وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية.
من جانبه، حذّر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا من أن تنظيم جبهة النصرة ومنظمة الخوذ البيضاء الإرهابيين في محافظة إدلب يحضّران لهجوم كيميائي جديد، مشيراً إلى أن الوضع في المحافظة خطير، ولا يمكن السكوت عنه.
وجدّد نيبينزيا التأكيد على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية التي تحتل مناطق في سورية، لافتاً إلى أنها تعقّد الوصول إلى حل سياسي للأزمة فيها.
وبخصوص الأوضاع في مخيم الركبان، شدّد نيبينزيا على أن الوضع في المخيم كارثي بسبب منع قوات الاحتلال الأمريكية المهجّرين السوريين الذين تحتجزهم فيه من مغادرته، مشيراً إلى أن الحكومة السورية فتحت ممرات إنسانية لإخراجهم، لكن القوات الأمريكية تمنع ذلك، وأوضح أن معظم المهجرين السوريين يرغبون بالعودة الى وطنهم، والحكومة السورية هيأت الظروف اللازمة لذلك، لكن بعض الدول تواصل تسييس هذه القضية ووضع العراقيل أمام عودتهم، داعياً إلى رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية لتسببها بمعاناة السوريين، وتعارضها مع منطق العمل الإنساني.
بدوره أكد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف أن إعلان ترامب حول الجولان انتهاك للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وأن الجولان جزء لا يتجزأ من سورية وإعلان “إسرائيل” ضمه انتهاك للقرارات الأممية. وقال سافرونكوف خلال الجلسة أنه لا يمكن تغيير وضع الجولان لأنه مرسخ بقرارات مجلس الأمن والإجراءات الأمريكية ستفشل في نهاية المطاف.
من جانبه أكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة خلال الجلسة أن الأمم المتحدة أكدت في قراراتها أن الجولان أرض سورية محتلة والصين ترفض تغيير هذا الوضع.
وفي الأثناء، ولليوم الثاني على التوالي، واصل السوريون وقفاتهم الاحتجاجية تنديداً بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني، مؤكدين أن الجولان سيبقى سوري الهوية، شاء من شاء وأبى من أبى، كما تواصلت ردود الفعل العربية والدولية المستنكرة لإعلان ترامب، وعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة طارئة أمس، لبحث الوضع في المنطقة، بما فيها قضية الجولان السوري المحتل، فيما أعلنت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي: “إن الدول الأعضاء الـ 28 في الاتحاد اتخذت قراراً بالإجماع بثبات موقفها الذي يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، التي تشير إلى أن الجولان أرض محتلة، وترفض الاستيلاء على تلك الأرض بالقوة”.
فقد نفّذ أهالي الحسكة وقفة احتجاجية وسط المدينة تنديداً بإعلان ترامب، مؤكدين أن هذا الإعلان لا يغيّر الحقائق التاريخية، وعبّر المشاركون في الوقفة، التي نفذت أمام المركز الطبي المحدث وسط مدينة الحسكة، عن تضامنهم مع أهلنا في الجولان المحتل في وجه كل المؤامرات الصهيونية، التي تأتي في إطار المخططات التي تستهدف سورية منذ ثماني سنوات، مؤكدين أن إرادة وصمود السوريين وتضحيات جيشهم الباسل ووقوفهم خلف قيادتهم أفشلت كل المخططات الخبيثة، وستفشل كل تبعاتها، وسيبقى الجولان في قلب سورية، ولا تنازل عن ذرة تراب من أرضه.
وفي وقفة أمام مبنى محافظة طرطوس أكد المشاركون أن الجولان عربي سوري، ولن يكون غير ذلك، وشدّد الرفيقان أمين فرع الحزب محمد حسين والمحافظ صفوان أبو سعدى على أن الجولان في قلب سورية، وسيعود للوطن مهما حاولت قوى الاستعمار أن تزوّر التاريخ وتشوّه الحقائق، وأشارا إلى أن إعلان ترامب لا يساوي الحبر الذي كتب فيه ولا قيمة قانونية له، ويمثّل تأكيداً على الهيمنة والغطرسة الأمريكية، وخرق القوانين والقرارات الدولية.
وشدّد المشاركون في الوقفة على أن الجولان عائد لا محالة، وهو أرض عربية سورية لا يحق لأحد التصرّف بها، والسوريون عبر التاريخ أكدوا أنهم لن يفرطوا بأي حبة من أرضهم الغالية، فيما لفت الشيخ إبراهيم خطيب إمام جامع من قرية برمانه المشايخ إلى أن الجولان أكبر وأقوى من أي إعلان، ولا خوف عليه لأنه سيعود للوطن الأم مهما طال الزمن.
وفي مدينة البعث، نفّذ طلبة جامعة دمشق “فرع القنيطرة” وقفة احتجاجية أمام مبنى كلية التربية الرابعة، رفعوا خلالها الأعلام الوطنية واللافتات التي تستنكر إعلان ترامب غير الشرعي على جزء محتل من أراضي الجمهورية العربية السورية، مشيرين إلى ما سبقه من قرارات أمريكية تحابي كيان الاحتلال الإسرائيلي، وأكدوا أن الإعلان ولد ميتا، ولا تأثير له على الأرض، لأن الجولان كان وسيبقى أرضاً سورية.
وأكد الرفيقان الدكتور غسان خلف رئيس لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية ومحافظ القنيطرة المهندس همام دبيات أن الجولان عربي سوري ولن يكون غير ذلك، ولا توجد قوة في العالم يمكنها تغيير هذه الحقيقة، وأشارا إلى أن إعلان ترامب يمثّل الجهل السياسي بحقوق الشعوب ومحاولة سرقة هذه الحقوق من أصحابها الحقيقيين، وأضافا: هذا الإعلان السافر يعد اعتداء على سيادة الدولة السورية وسرقة وقرصنة مفضوحة يمارسها ترامب والإدارة الأمريكية والصهاينة بحق أرض سورية محتلة، وشدّدا على أن المخطط الصهيوني الأمريكي سيفشل، ولن يسمح أبناء سورية بهذا التدخل الأمريكي الأرعن.
وفي دير الزور، نفّذ طلاب وأساتذة كلية الزراعة بجامعة الفرات وقفة احتجاجية، مؤكدين أن قرار ترامب باطل ومرفوض، ولا يغيّر الحقائق التاريخية.
وعبّر المشاركون في الوقفة عن تضامنهم المطلق مع أهالي الجولان المحتل في وجه المؤامرات الصهيوأمريكية التي تستهدف وطننا وشعبنا، مؤكدين أن إرادة وصمود أبناء سورية وتضحيات أبطال الجيش العربي السوري ووقوفهم خلف قيادتهم أفشلت كل المخططات الهادفة من نيل وحدة تراب سورية، وأن الجولان أرض سورية، وسيعود قريباً إلى الوطن الأم.