ثقافةصحيفة البعث

“فنانات أوغاريت”… يتألقن في صالة عشتار

 

اجتمعت كوكبة من الفنانات التشكيليات السوريات في صالة “عشتار” للفنون وقدمن فني النحت والتصوير الزيتي وكن جديرات بإنجاز مثل هذا الفن العظيم وجسدن حال المرأة السورية الجديرة بالحياة والنجاح والتألق، ويأتي هذا المعرض الذي اختتم منذ أيام كخطوة جديدة مكملة لخطوات سابقة لسبع فنانات سوريات (أمل زيات، سراب الصفدي ،غادة حداد، لينا ديب،علا هلال ،ربا الكنج، يسرى محمد) وكظاهرة صحية في المشهد التشكيلي السوري بكل ما فيه من قيمة وإضافة.

مزيج غني
ضم المعرض أعمالاً مختلفة الأفكار والتقنيات الفنية، كما دخلت بعض الأعمال عالم التأليف الفني ضمن مزيج غني متنوع في الخامات والأساليب في ظل حضور طاغ وجميل لفن النحت، وقد أوضحت النحاتة أمل زيات التي تميزت بأناقة فن نحت الحجر بأن المعرض هو احتفاء بالفن وفسحة للجمال، وهو رسالة عابقة بالمحبة والجمال والأمل، مبينة أنها شاركت بثمانية أعمال نحتية بخامة الخشب وبأساليب تعبيرية تحكي عن الماضي والحاضر والمستقبل من وحي البيئة السورية، كما قدمت النحاتة علا هلال أعمالا منفذة على الخشب متوسطة الحجم دون أي إضافة تزيينية أو مواد مرافقة أخرى وتقول: شاركت بأربعة أعمال نحتية إحداها جدارية، وعناوينها تمثل الواقع وتجسدها امرأة وكل عمل يلمس واقعنا ومعظم النساء، وعن علاقتها بالخشب توضح هلال: هناك أوقات يأخذني الخشب معه إلى حيث يريد وأوقات أخرى يطاوعني، ولكن في الحالتين تكون نتيجة الخشب جميلة ولاسيما أنني أتركه على لونه الطبيعي فيعطي طابع دفء وحميمية، لافتة إلى عدم وجود فكرة واحدة للمعرض، بل كل فنانة لديها تجربتها وقضيتها التي تعمل عليها، ولكن بحكم وجودنا في مجتمع واحد فسيكون لدينا قضايا متشابهة وخاصة أن المرأة هي التي تحمل العبء الأكبر في الحياة وعليها تلقى كافة المسؤوليات، مؤكدة أن تجمع فنانات أوغاريت يطمح لأن يقدم شيئا جديدا في كل مرة ويسعى ليكون حاضراً في مختلف المحافظات وغالباً ما تكون نشاطاتنا بمشاركة الأطفال، لأنه عندما نؤسس الطفل بثقافة فنية صحيحة سيساعده هذا على بناء حياته ومستقبله.

القلق المبدع
وفي ظل وجود هذا القلق المبدع الذي يجب أن يتوفر لدى من يسعى لتحقيق النجاح والذي لا يتوقف لدى الفنان الحقيقي، يأتي هذا المعرض بحثاً عن الجديد وتؤكد النحاتة والمدرسة في معهد الفنون التطبيقية يسرى محمد أن هذا المعرض هو استمرارية لمجموعة ملتقيات سابقة وتأتي خصوصيته في أنه أقيم في آذار شهر الاحتفاء بالأم والمرأة وهو تأكيد على حضور المرأة السورية، لافتة إلى أنها شاركت بثلاثة أعمال (رخام، بازلت، وخشب) مبينة أن المواد التي عملت عليها تشبه المرأة بلطفها وطيبتها وفيها ليونة في الخطوط حتى لو أن المادة قاسية بالعمل لكن حضورها لطيف، كذلك تميزت مجموعة النحاتة ربا الكنج البرونزية بالخلق والإبداع أكثر من التجسيد قائلة: أركز في أعمالي على علاقة الأنثى بالطير وأقدم حالات تعبيرية لها، مشيرة إلى أنها في هذا المعرض عبرت عن النور الذي يطل في زحمة الضغوطات اليومية للإنسان والذي يشكل غشاوة على العيون ويمنع الرؤية الصحيحة، وتضيف: لست متفائلة ولا متشائمة ولا أعلم ما إمكانية الوصول إلى النور بالفعل، ولكن بالعموم أعمالي تعبر عن الحالات التي أعيشها.
وتحدثت الفنانة غادة حداد عن تجمعهن فقالت: نحن سبع فنانات سوريات قدمنا ملتقى في اللاذقية ودمشق واليوم نجتمع في “عشتار” وقد بدأت الفكرة من رغبتنا بتقديم شيء عن الأنثى كسيدات واجتمعنا بأكثر من ملتقى وأردنا أن يكون لنا حضور مميز، وأن نؤسس لبصمة صغيرة في هذا الزمن الضبابي وليكون شعلة أمل وفرح يبدد الظلمة،لافتة إلى أنها شاركت بستة أعمال تراوحت حجومها بين الكبيرة والصغيرة، مركزة على الأنثى، وأضافت: المرأة تؤثر بي بشكل كبير، ولاسيما المرأة السورية التي كان لها حضور كبير ومهم في هذا الوقت وأحاول أن أظهر أنوثتها في أعمالي، وهي تستهويني وتشدني نظرتها وحركة يديها وغضبها وضحكتها وكل تفاصيلها، ليس فقط لأني أنثى بل لأنها تستحق أن تقدم الأعمال عنها ولأنها كائن ممتلئ بالمشاعر والأحاسيس.
لوردا فوزي