علي الديك أنموذج الفنان الملتزم بقضايا وطنه
الفن للخير والحق والجمال مقولة حضرت في ذاكرتي بكل بهائها وطزاجتها وكأنني قرأتها بالأمس جراء موقف الفنان السوري علي الديك خلال لقاء على شاشة الـ “mtv” وسؤال المذيع له عن رأيه بقرار ترامب ضم الجولان للكيان الصهيوني، ولن أكرر ما قيل وما كتب لأن وسائل التواصل الاجتماعي قامت بالمهمة على أتم وجه. بالتأكيد كلمات الفنان الديك أثلجت صدور الكثيرين وهو يدافع عن بقعة غالية من أرض الوطن عبر شاشة بلد شقيق كان حاضراً دوماً في حسابات سورية شعباً وقيادة، وهذا ما تجسد قولاً وفعلاً، فكيف يمكن لمن قدّم آلاف الشهداء من أبناء الوطن على أرض لبنان في سبيل وحدتها وكرامتها أن ينسى ولو شبراً واحداً من أرض الوطن المقدسة؟! وكيف يمكن لمن كانت فلسطين حاضرة دوماً في ضميره ووجدانه وفي سياسته أن يساوم على ذرة تراب من أرض الوطن؟! هذه القيم النبيلة السامية التي ندفع ثمنها اليوم وكانت سبباً للحرب على وطننا غدت مدرسة أسسها القائد المؤسس حافظ الأسد وتتلمذ فيها الشرفاء من أبناء الوطن ويجسدها اليوم السيد الرئيس بشار الأسد بكل عنفوان. كثر ربما قرؤوا في موقف الديك جانباً سياسياً وكثر يرفضون العلاقة بين السياسة والفن عموماً، مع أننا لا نستطيع أن نفصل أياً منهما عن الآخر هذا الفنان باعتقادي قدم أنموذجاً للإنسان السوري الوفي وللفنان الوطني الملتزم الذي يحمل وطنيته في وجدانه أينما حل، وبينما كنت استمع لكلمات هذا الفنان النبيل حاولت أن أقارن بينه كفنان دافع عن بلده وقائده عبر شاشات الآخرين في حين أن آخرين ارتموا في أحضان العدو وهاجموا الوطن عبر شاشات كان لها اليد الطولى في نشر الفتنة والتحريض عليها وسفك الدماء التي سالت على أرض الوطن، أولئك قذفوا الوطن بحجارة حقدهم والثمن حفنة من المال ملوثة بدماء الأبرياء، ترى أين الزعتري ومن لف لفه وأين مواقفهم من الدول العربية التي افتتحت سفارات للكيان الصهيوني على أراضيها وهي تمارس كل يوم علناً كافة أشكال التطبيع مع الكيان سياسياً واقتصادياً وحتى ثقافياً؟ وأين موقف الزعتري من رفع علم الكيان الصهيوني وعزف نشيده منذ أيام ليست بالبعيدة على أرض قطر خلال بطولة العالم للجمباز، ولماذا لم ينبر هو وسواه ممن يمنحون صكوك الوطنية والتخوين للآخرين للتعليق ولو بكلمة على هذا الموضوع، فهنيئاً لنا بأبناء شرفاء لا ينسون فضل أوطانهم مهما كانت المغريات ممن كان انتماؤهم لوطنهم جواز سفرهم أينما حلوا.
جلال نديم صالح