ثقافةصحيفة البعث

الشاعر الدمشقي الذي استهوته طبيعة دمشق

 

غفلت عني المنون وغنيت
ولحن الحياة لحن قصير
وبنفسي قيثارة تتشكى
وأنا الدمع والأسى والشعور
بهذه الأبيات التي تلخص شخصية وشعر أنور العطار بدأ د. رضوان الداية حديثه في مجمع اللغة العربية بدمشق وعلى مدى أكثر من ساعة من الزمن جال خلالها على حياة ونتاج شاعر عظيم ترك إرثا كبيراً في مجال الشعر والموضوعات الأدبية الأخرى، والعطار من مواليد مدينة دمشق عام 1908ودرس في مدرسة في البحصة لينتقل إلى مكتب عنبر لإكمال دراسته الثانوية ثم انتقل إلى دار المعلمين لينال شهادة أهلية التعليم الثانوي التي أهلته للعمل مديراً لمدرسة منين في ريف دمشق، أتم صاحب ديوان ظلال الأيام دراسته في جامعة دمشق وتخرج من قسم اللغة العربية وزاول التدريس في مدارس دمشق وحلب، ثم انتدب لتدريس اللغة العربية في العراق ليعود بعدها إلى دمشق ويعين مفتشاً أولاً لمادة اللغة العربية في سورية.
أسرة العطار كما ذكر الداية كبيرة فيها علماء واقتصاديون ومن أساتذته الشيخ عبد القادر مبارك ومحمد البزم وهما من أعلام تلك الفترة، وكان كما وصفه الداية عاطفياً محباً لأسرته وأولاده وهذا تجلى واضحا في شعره، وللعطار العديد من الدواوين والمسرحيات وهي غير منشورة تضاف إلى آثاره، وقد كان هذا الشاعر معجباً بالمتنبي من القدماء وأحمد شوقي من المعاصرين وهو بحتري الأسلوب شعره وليد تجربة شخصية وعنه قال الطنطاوي: كان حليف الحزن صديق الأسى وقف شعره على تقديس الألم العبقري وعن تجربته الشعرية أورد الداية الكثير من التفاصيل والآراء حولها، وحول شخصيته في أشعاره تجلى وصف الطبيعة والبلدان والرؤى والأحلام فقد كان للغوطة ولبردى ودمر مكانة مهمة في قصائده، إضافة إلى أشعاره الوطنية وقد كان يتقن الإطالة في الشعر وعنه قال عبد الغني العطري: “لقد أسر جمال الطبيعة شاعرنا الكبير واستولى على جميع أحاسيسه حتى جعل منه شاعراً رومانتيكيا، فالعطار ظلم نفسه وهو حي حيث عاش بعيداً عن المجتمع والنقاد فقد كانت صلته بهم وبأرباب الصحف هزيلة.
توفي العطار في دمشق عام 1972 ودفن إلى جانب والدته كما أوصى، وترك إرثاً كبيراً بعضه لم ينشر ومن دواوينه نذكر البواكير- أشواق- منعطف النهر- الليل المسحور، وعنه كتب عدد من المؤرخين والمترجمين، لكنه كما رأى الداية لم يأخذ حقه من الدراسة والبحث، وتضمنت المحاضرة الكثير من القراءات الشعرية اختارها الداية بعناية من أعمال العطار كما رافق سير المحاضرة عرض لصور العطار ولأصدقائه في مختلف المراحل العمرية.
جلال نديم صالح