أردوغان يتوارى خلف الطعون لمداراة هزيمته المذلّة
اندفع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا سريعاً إلى تقديم طعون في نتائج الانتخابات المحلية، بعد هزيمة باتت شبه مؤكدة، خاصة في أهم مدينتين هما أنقرة واسطنبول.
ويوشك الحزب الحاكم على فقدان سيطرته على اسطنبول وأنقرة، أكبر مدينتين في البلاد، في انتكاسة كبيرة لأردوغان، الذي يهيمن على السياسة التركية منذ أكثر من 16 عاماً، وكان قد شن حملة نشطة وصف فيها الانتخابات بأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة للبلاد.
يأتي ذلك فيما وصفت الصحافة الدولية نتائج الانتخابات التركية بالزلزال السياسي والهزيمة الكبرى لأردوغان، وأكدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن فوز المعارضة التركية بالانتخابات المحلية في عدد من المدن الكبرى، وبينها أنقرة واسطنبول، يسقط صورة أردوغان أمام جمهوره، وقال سولي أوزيل أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس باسطنبول: إن هذه النتائج سيكون لها تداعيات على أردوغان، حيث إن حزبه كان يسيطر على المدينتين منذ عام 1994 وقدمتا له الكثير من الدعم على مدار السنوات الماضية، وهذه الخسارة المزدوجة سيكون لها أثر معاكس.
بدورها، وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نتائج الانتخابات وخسارته في اسطنبول وأنقرة معقله الرئيسي بالزلزال السياسي، وقالت: إن أردوغان سعى على مدار السنين لطمأنة الجميع بأن لا أحد قادر على تحديه، فقام بتهميش خصومه وتحجيم الجيش والشرطة والقضاء وقمع الصحافة، وعزّز صلاحيته في الدستور، ووعد الأتراك بمستقبل اقتصادي مشرق، لذلك فإن نتيجة الانتخابات المحلية كانت مفاجأة هائلة، حيث إن حزب أردوغان لم يخسر فقط السيطرة على أنقرة المركز السياسي، ولكن أيضاً اسطنبول، المركز التجاري للبلاد، وهي المدينة التي أتى منها، وتمثّل قلب الدعم له، وتابعت: إن هذه النتائج ترقى إلى كونها الزلزال السياسي الأكثر أهمية الذي يهز أردوغان منذ حوالي عقدين من السيطرة، والتي لم يواجه فيها منافسة على زمام الأمور في تركيا، لكن المختلف هذه المرة هو الاقتصاد الذي يتداعى سريعاً، والمعارضة التي كانت منضبطة للغاية، حيث نشرت مراقبين ليس للتدقيق بقوائم التصويت وعملية الاقتراع وحماية الصناديق من أي تلاعب محتمل من أعضاء حزب أردوغان الحاكم، العدالة والتنمية.