النادي السينمائي يناقش فيلم ” آني”
عرض النادي السينمائي في سينما الكندي بالتعاون بين المؤسسة العامة للسينما ومؤسسة أحفاد عشتار الفيلم الاجتماعي “آني” الذي يحمل الكثير من الرسائل الإنسانية من خلال بنائه الدرامي القائم على المفارقات الطبقية وتعرية حياة الأطفال في دور الرعاية، ليصل في أبعاده إلى منافذ السلطة واللعبة الانتخابية، بمناقشة جمهور النادي من حيث المضامين الإنسانية لتطغى على الأسلوب الإخراجي والتقنيات، وانسحاب هذه المضامين على الواقع الذي نعيشه إثر سنوات الحرب الإرهابية، واقتراح جمهور النادي تواصل المنظمات الأهلية والإنسانية مع الجاليات العربية في أمريكا لإيصال صوت الحق بمجمل قضايانا لاسيما ما يتعرض له حالياً الجولان المحتل.
الفيلم إخراج ول علك تشاركه السيناريو وألين مكاكينا- من الأفلام الاستعراضية الموسيقية المأخوذ من المسرحية الموسيقية آني المبني على حركات الجسد والرقص والغناء والموسيقا، لتدخل هذه العناصر بتصاعد الحدث الدرامي وتمتزج به بعيداً عن الإقحام ضمن المشاهد، إذ كانت تمضي بمسار المشاهد مثل الحوار، وقد تمكن المخرج بذكاء من التحويل المباشر للقطة السينمائية إلى أغنية ورقصة مما شدّ انتباه الجمهور، كما أن الفيلم اعتمد بالبطولة المطلقة على الطفلة الزنجية آني- كوفينزانية واليس- ذات العشر سنوات التي كانت المحرك الفعلي لأحداث الفيلم بأدائها المذهل مع مشاركة الفتيات الصغيرات اللواتي بمنزل الرعاية، اعتمد المخرج على التصوير الخارجي ضمن فضاءات مدينة نيويورك بتصوير لقطات من أعلى المدينة بالطائرة المروحية، إلى الشارع والمطاعم ودور السينما ومدينة ديزني من خلال اللقطات الطويلة والتواصل المباشر مع الجموع لاسيما أن البطل” ستايكس” -النجم الزنجي جيمي فوكس- يخوض حملته الانتخابية ليكون عمدة نيويورك، ليلتقي هذا الخط بلقطات محدودة للتصوير الداخلي في دار الرعاية والمنزل المبهر لستايكس.
ديمقراطية مفتعلة
وتمضي الأحداث باستغلال آني بالحملة الانتخابية باستضافة ستايكس لها ليلتقط معها الصور التي جعلت منها نجمة، وتصبح حملته الانتخابية على تماس مباشر مع المواطنين الأمريكيين، ليتعرف إلى حياة ومشكلات المجتمع الأمريكي الواقعية ويرى الأحياء الفقيرة، ويكتشف إهمال دور الرعاية للأطفال حينما يكتشف أن آني لاتعرف القراءة، فيتغير مسار الفيلم ويتحول إلى ثنائية تحمل مشاعر وجدانية تربط بين ستايكس وآني بما يشبه العلاقة الحميمة الدافئة بين الأب وابنته.، ويقرر ستايكس تبني آني ليدخل المخرج بحيثيات مسألة اجتماعية تخضع للقانون، إلا أن مساعده يخطط مع الأم البديلة للعبة العثور على والدي آني مقابل الحصول على المال من ستايكس دون علمه بالخطة، فتلتقي آني بوالديها لتدرك أنها تعرضت لحادثة اختطاف، ليصل المخرج إلى النهاية المثالية غير المتوقعة والتي تختزل كل الرسائل بعودة الحب والتسامح إلى الأسرة.
الطاقة الإيجابية
بعد العرض استهلت د. أيسر ميداني المناقشة بالتركيز على الطاقة الإيجابية التي يحملها الفيلم، مشيرة إلى النوازع الإنسانية التي جعلت الطفلة آني تحوّل حياة الرجل السياسي الثري المتخشب البعيد عن العواطف إلى رجل عاطفي قريب من حياة الناس، وتوقفت مع الجمهور عند تحليل المشهد الحاسم بالفيلم حينما أخذت آني حقيبتها وأرادت مغادرة منزل ستايكس غير آبهة بالإغراءات التي قدمها لها حينما أحسّت أنها جزء من لعبته الانتخابية، وتطرقت إلى المشاكل والأمراض الاجتماعية الموجودة في بلاد الغرب الناجمة عن الفقر داعية إلى حماية مجتمعنا منها، ومشيدة بالتلاحم الاجتماعي الذي جعل شعبنا يصمد طيلة الحرب الإرهابية.
ترويج الثقافة الأمريكية
وتحدث الموسيقي فادي عطية مطوّلاً عن الأفلام الأمريكية التي تروّج للثقافة الأمريكية، واعتماد الفيلم على الطفلة للتأثير على الكبار والصغار واستخدام وتكوين إيقاعات بسيطة من الجسد وبعض الآلات الموسيقية لاسيما البيانو لتصوير الحياة على أنها موسيقا بكل تفاصيلها، لإبهار المتلقي بكل الطرق على طريقة بروودوي بدمج الغناء والعزف والرقص لإيصال الفكرة وهي الحلم حلم الحياة في أمريكا، وتطرق إلى المؤلف الموسيقي للفيلم تشارلز شتراوس الذي يعد آخر الملحنين الذين مثلت موسيقاهم الثقافة الشعبية الأمريكية.
وتقاطعت د. رندا رزق الله مع رأي عطية بتسويق الثقافة الأمريكية التي تريد الهيمنة على أكثر دول العالم وتحكي بمثالية عن براعة أمريكيا بالتكنولوجيا وتطور الثقافة الحياتية.
ملده شويكاني