الجيش الليبي يسيطر على مطار طرابلس الدولي
أعلن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أمس بسط سيطرته الكاملة على مطار طرابلس الدولي، الذي أحرقته في عام 2014 ميليشيا تطلق على نفسها اسم “عملية فجر ليبيا”، بينما حظر في وقت لاحق تحليق الطائرات الحربية غرب البلاد، مهدّداً بضرب أي مطار تقلع منه. جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه المتحدّث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري أنّ عملية تحرير طرابلس العسكرية لن تتوقف حتى الانتهاء منها بشكل كامل.
وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة لقيادة الجيش: إن “الجيش بسط سيطرته النارية، وفي هذه اللحظة يبسط سيطرته على كامل مطار طرابلس الدولي، ويقوم بعملية تأمينه كنقطة انطلاق للسيطرة على مواقع حيوية أخرى داخل العاصمة في الساعات القليلة القادمة”.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا في ختام جلسة مغلقة طارئة عقدها حول ليبيا الليلة قبل الماضية الجيش الوطني الليبي إلى وقف هجومه على العاصمة طرابلس، محذراً من أن هذا الهجوم يعرّض الاستقرار في ليبيا للخطر.
من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة: “أعمل على منع تصعيد الأزمة”، مضيفاً: “عازمون على عقد مؤتمر الحوار الوطني الليبي في موعده”، بينما أكد المتحدّث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري أنّ عملية تحرير طرابلس العسكرية لن تتوقّف حتى الانتهاء منها بشكل كامل.
وقال المسماري: “إنّ الحرب الحقيقية بدأت اليوم”، مشيراً إلى أنّ الاشتباكات تدور بين منطقة السواني والعزيزية، حيث دُعمت الجماعات المسلّحة من مجموعات أخرى من مدينة مصراته ومن المجلس العسكري للزنتان.
المسماري أكد أنّ قوات الجيش الليبي تتقدّم بخُطا بطيئة لكنّها ثابتة، متهماً بريطانيا بدعم الإرهاب بعد دعوتها لاجتماع مجلس الأمن بخصوص ليبيا ووقف الهجوم على “جماعة الإخوان”.
وفي السياق ذاته، أعلن الجيش الوطني الليبي، أمس، المنطقة الغربية من البلاد منطقة عمليات عسكرية يحظر الطيران فيها، مهدّداً بضرب أي مطار تقلع منه الطائرات، ومعلناً عن وصول تعزيزات إضافية لدعم العملية العسكرية التي أطلقها، باتجاه طرابلس تحت اسم “طوفان الكرامة”.
وفي المواقف الدولية من التطورات الأخيرة، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف: إن موسكو تراقب عن كثب المستجدات والأوضاع في ليبيا، داعياً الفرقاء الليبيين إلى وقف الاقتتال فوراً والجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري، سامح شكري، في القاهرة أمس: إن موسكو على تواصل مع جميع الأطراف المتنازعة في ليبيا.
بدوره أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ضرورة تعزيز الحل السياسي، والتعامل بإيجابية مع جهود المبعوث الأممي، مؤكداً أنه لا حل عسكرياً في ليبيا.
وفي اتصال هاتفي تمّ بطلب من الجانب الليبي، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للمشير حفتر موقف روسيا الداعم لإيجاد حلول سياسية لكل النزاعات الدائرة في ليبيا.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن حفتر أطلع خلال المكالمة بوغدانوف على “الخطوات التي قام بها الجيش الوطني الليبي في الأيام الأخيرة”.
وشدّد حفتر على أن عمليات قواته تهدف إلى “تفعيل مكافحة الجماعات الإرهابية والمتطرفة الناشطة في مختلف أنحاء البلاد”، مؤكداً أن تلك الجماعات “تشكّل خطراً على استقرار المجتمع الليبي، وتعرقل تنفيذ الاتفاقات بشأن إقامة العملية السياسية الشاملة المستقرة والحوار التوافقي بغية تشكيل المؤسسات الموحّدة والفعالة للسلطة”.
وتشهد ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي “ناتو” عليها عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق، بينما يتنازع على السلطات حالياً طرفان أساسيان هما حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج والحكومة الموازية العاملة في شرق ليبيا التي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق و”الجيش الوطني الليبي” بقيادة حفتر.