ثقافةصحيفة البعث

حرفنا التراثية في أياد أمينة

 

 

يستمر الحزب بدوره الريادي والبناء في دعم كافة شرائح المجتمع وتحتل شرائح العمال والفلاحين والكادحين واسطة العقد من هذا الاهتمام، باعتبارها تشكل القاعدة الشعبية له وهذا بالتأكيد يترجم من خلال القرارات والمشاريع المهمة، وتزامناً مع احتفال حزبنا العظيم بذكرى ميلاده، وكون الحرف التراثية وضرورة حمايتها من الاندثار كانت من أولى اهتماماته تم تنظيم جولة لوسائل الإعلام للإطلاع على مشروع “حاضنة دمر الحرفية التراثية” هذا المشروع الرائد الذي يشكل بذرة انطلاقة قوية تستهدف حماية جانب مهم من تراثنا الأصيل الذي يشكل جزءاً مهما من هويتنا الثقافية والحضارية، وفي مقر الحاضنة الكائن في معمل الزجاج في دمر توقفنا مع الرفيق لؤي شكو مدير الحاضنة الذي يراها أول مشروع تنموي متكامل يخص الحرف التراثية في سورية ويضم حوالي 36 حرفة تراثية وحوالي 38 مدرباً من شيوخ كار الحرف التراثية والذين تم اختيارهم بعد دراسة خبراتهم ومشاركاتهم الخارجية، والهدف كما يؤكد شكو هو تخريج أياد ماهرة ومؤهلة لضمان نقل التراث السوري للأجيال القادمة، وتشرف على الحاضنة القيادة المركزية للحزب والتي تسعى لتقديم كافة التسهيلات والدعم لنجاح المشروع.

وعن أقسام المشروع قال شكو: تضم الحاضنة 6 أقسام رئيسية منها المشاغل -أكاديمية الأسد للفنون الحرفية -المركز التجاري الذي يختص بمجال التسويق للمنتجات الحرفية التراثية والمركز الثقافي ومركزاً للأبحاث الحرفية وصالات احتفالية حيث تم تطبيق جميع العناصر المطلوبة لنماذج الحواضن الحرفية في اليونسكو، وهناك جولات من اللجنة الوطنية لليونسكو لاعتماد الحاضنة دولياً، وعن الشرائح التي يستهدفها المشروع أكد شكو أنها تتوجه نحو الشباب السوري المبدع  غير المتعلم وذوي الشهداء، بهدف تحفيز الطاقات والمهارات الكامنة لدى هؤلاء وتأمين مهنة وحياة اجتماعية كونهم سيتخرجون على أيدي شيوخ الكار.

وحدثنا الرفيق ماهر المولى رئيس لجنة أكاديمية الأسد للفنون الحرفية عن الجهود الكبيرة التي يبذلها الحزب في سبيل تقديم الدعم للحفاظ على المهن التراثية من الاندثار حيث أولى الحزب اهتماماً خاصاً بهذا الموضوع لأهميته وضرورة نقله إلى الأجيال المتلاحقة.

ولفت المولى إلى إن عدداً كبيراً من أصحاب الحرف التراثية وشيوخ الكار تضرروا نتيجة الأزمة، فمنهم من هاجر أو انتقل وكان هناك ندرة في اليد الماهرة، لذلك بحثت قيادة الحزب في مديرية حماية الملكية الفكرية عن بحث علمي يمكن أن يفي بالغرض، وقد وجدت بحثين علميين والهدف التأسيس لشيء يحفظ المهن  مما أسفر عن انطلاق ما يسمى بأكاديمية الأسد للفنون الحرفية، والتقى الرفيق الأمين العام المساعد للحزب مع شيوخ الكار، وأخذ على كاهله موضوع دعم هؤلاء وفتح الأبواب الاقتصادية لهم وتأمين جهات عمل للحفاظ على مهنهم، كما تم تأسيس مجلس شيوخ  الكار المركزي وهو الأداة الحقيقية لأكاديمية الأسد للفنون الحرفية، كما تم الربط بين البحثين العلميين السابقين لانجاز كل ماله علاقة بتأسيس مكتب التراث الوطني الحرفي وهذا يتألف من حاضنات تراثية حرفية وشيوخ كار أكاديميات حرفية والسجل الوطني للتراث الذي يحافظ على هذه التحف السورية، لأننا عندما نسجل هذه التحف  ستنتقل من مرحلة التراث إلى الآثار وستحمل  قيمة مضاعفة.

والتقينا فياض السيوفي شيخ كار صناعة السيف الدمشقي، عضو مجلس تأسيسي في مجلس شيوخ الكار الذي أعطانا لمحة عن هذه المهنة الدمشقية التي يزيد عمرها عن 700 عام ومازالت تمارس بنفس الطريقة التي وجدت عليها وتقوم على تطعيم السيوف والخناجر بالذهب والفضة، ولفت السيوفي إلى أن الهدف من إقامة الحاضنة هو احتواء الحرفيين الحقيقيين وهؤلاء  لديهم مسؤولية كبيرة في تدريب الأجيال القادمة لتستمر المهن التراثية الأصيلة في سورية.

الانطلاقة الأولى

كما التقينا عدنان تنبكجي شيخ كار في الفنون اليدوية التشكيلية الذي حدثنا عن أهمية الحاضنة ودورها في تعليم من يرغب ومن يشاء حسب ميولهم حيث تضم الحاضنة أكثر من 35 حرفة، ولفت تنبكجي إلى أنها الانطلاقة الأولى لحاضنة من هذا المستوى ومن المهم أن تنتقل إلى بقية المحافظات، لأن الدول العملاقة بدأت بالحاضنات.

ضمان استمرار الحرف

واعتبر رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية بدمشق فؤاد عربش أن المشروع في غاية الأهمية خصوصا توقيته في فترة تعرض فيها الكثير من الحرفيين للتشرد بعد تدمير مشاغلهم بسبب الحرب على سورية، حيث تمكنت الحاضنة من استقطابهم وفتح المجال لكل حرفي ليعيد إحياء حرفته، والإضافة المهمة التي ذكرها عربش هي استقطاب الجيل الجديد وتدريبه على يد حرفيين قادرين على نقل سر المهنة  للأجيال القادمة لضمان استمرار هذه الحرف وحمايتها من الاندثار.

جلال نديم صالح