ثقافةصحيفة البعث

حتى “الذيب “ما وصل لشراسة بعض الناس

 

على الرغم من قراره بالابتعاد عن المونودراما إلا أن الممثل والمخرج تاج الدين ضيف الله يطل اليوم على جمهور المسرح ممثلاً ومخرجاً من خلال عرضه “أنا الذيب” من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا، والذي يعرض على خشبة مسرح القباني، ويبين ضيف الله أنه لم يستطع رفض أو تجاهل نص المسرحية، مؤكداً أنه يقدم مونودراما فيها ما هو جديد على صعيد الشكل، مع تأكيده على أن المونودراما فن صعب جداً وما زال يخيفه على الرغم من عمله الطويل في المسرح، وهي تغري أي فنان لأنها تظهر إمكانياته التي قد تتبعثر في الأعمال المسرحية الأخرى، إلا أنه يؤكد أن المسؤولية في المونودراما أكبر، فالممثل سيتحمل أعباء العمل ككل، وهذا يشكل بالنسبة له حالة تحدٍّ كبير.. من هنا فإن المونودراما تحتاج إلى ممثل لديه خبرة وكم كبير من الأعمال المسرحية.

إعادة التجربة
ويوضح ضيف الله أن إعجابه بالنص المكتوب من قبل محمود رجلة أغراه لإعادة التجربة وهو الذي سبق وأن قدم مونودراما “شمة زعوط” ليعيد التجربة اليوم من خلال “أنا الذيب” التي هي حصيلة تعاون فني وشراكة إخراجية بينه وبين الفنان سهيل عقلة وقد سبق أن تعاونا سوية في أكثر من عمل مسرحي باختلاف المواقع، مشيراً إلى أنه لا يجد مشكلة في وجود مخرجَين للعمل على أرض الواقع، وهذا الأمر برأيه يُغني العمل، مبيناً أنه منذ البداية تم الاتفاق على الصيغة النهائية للنص ومن ثم تم تقاسم المهمات وهو مؤمن أنه ما من شخص كامل، وبالتالي فإن كل واحد منهما يكمل الآخر، منوهاً إلى أن المسرحية تحكي عن أحد الذين تركوا بيوتهم وتهجروا بفعل الحرب إلى مكان غير مناسب، منتظراً قدوم أخيه من السفر لتتلخص مقولة المسرحية في أن الإنسان دون رأس أفضل من أن يحمل رأساً دون عقل يستوعب ويحلل ما يجري حوله، والأزمة أثبتت أن كثيرين كانوا يمتلكون رؤوساً ولكن دون عقول، لتتلخص مقولة المسرحية في أنه حتى الذئب ما وصل إلى شراسة بعض الناس البشعين.

العِبَر لبناء المستقبل
ويرفض سهيل عقلة الذي اقتبس موضوع المسرحية عن نص لمحمود رجلة التوقف عن الخوض مسرحياً في موضوعة الحرب على سورية وأسبابها، ولا يرى في تناولها اليوم وعبر “أنا الذيب” موضوعاً قديماً أو مكرراً، خاصة وأن الإنسان بطبعه كثير النسيان، والمسرحية تتحدث عن الواقع وتسلط الضوء على أسباب الأزمة في محاولة لأن نتذكر أن نكون على وعي كامل في المرات القادمة وحتى لا يتكرر ما حدث، ولأخذ العبر لبناء مستقبل جميل، مشيراً إلى أن النص أغراه وهو يختلف عن بقية العروض التي سبق وأن قدمها، ومختلف عن عروض المونودراما التي تُقدَّم عادةً، موضحاً أن النص كان مشروعه إلا أن صداقته وعمله المتكرر مع تاج الدين ضيف الله ولَّد شراكة فنية أنجزت هذا العمل.
أمينة عباس