5 شهداء في اعتداء إرهابي جبان على مشفى مصياف الوطني ضربات دقيقة على تجمعات التكفيريين في ريفي حماة وإدلب.. وعشرات العائلات تخرج من مخيم الركبان
صعّدت التنظيمات التكفيرية أمس اعتداءاتها الإجرامية الجبانة على المناطق الآمنة، واستهدفت بقذائف حقدها مشفى مصياف الوطني، ما أدى إلى ارتقاء 5 من المراجعين، إضافة إلى 15 جريحاً بينهم خمسة من كوادر المشفى.
ورداً على خرقهم المتكرر لاتفاق منطقة خفض التصعيد وجهت وحدات من الجيش ضربات مركّزة ودقيقة إلى تجمعات وأوكار الإرهابيين في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، أسفرت عن القضاء على عدد منهم وتدمير نقاط محصّنة لهم.
وبعد الجهود التي بذلتها الدولة السورية بالتعاون مع الأصدقاء الروس عادت أمس دفعة جديدة تضم عشرات العائلات من المهجرين عبر ممر جليغم في البادية السورية من مخيم الركبان، حيث تحتجز قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها من الإرهابيين آلاف المدنيين في المخيم في ظروف قاسية منذ نحو خمس سنوات، في وقت أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة تحتل منطقة التنف، وتدعم الإرهابيين الموجودين فيها، مشدداً على ضرورة إنهاء أمريكا احتلالها للمنطقة والسماح للمهجرين بمغادرة المخيم.
وفي التفاصيل، ذكر مراسل “سانا” في حماة أن عدد الشهداء نتيجة استهداف المجموعات الإرهابية بالقذائف الصاروخية مشفى مصياف الوطني ارتفع إلى 5 من المواطنين المراجعين للمشفى وكوادرها، إضافة إلى 15 جريحاً، أربعة منهم من الكادر الطبي والتمريضي.
وذكر المراسل في وقت سابق أن المجموعات الإرهابية المنتشرة في ريف حماة الشمالي واصلت انتهاك اتفاق منطقة خفض التصعيد، واعتدت بالقذائف الصاروخية على مدينة مصياف بالريف الجنوبي الغربي، سقط عدد منها على مدخل المشفى الوطني وقسم الأطفال فيها، ما تسبب باستشهاد 4 مدنيين وإصابة 14 آخرين بجروح بينهم حالات خطيرة ووقوع أضرار في المبنى والسيارات المركونة في المكان.
إلى ذلك ردت وحدة من الجيش على مصادر إطلاق القذائف وألحقت بالإرهابيين خسائر بالعتاد والأفراد.
من جهته لفت المدير العام للهيئة العامة لمشفى مصياف الوطني الدكتور ماهر يونس إلى أنها ليست المرة الأولى التي تعتدي فيها المجموعات الإرهابية بالقذائف الصاروخية على المشفى، لكنه الاعتداء الأكثر إجراماً هذه المرة، حيث وصل عدد الشهداء إلى 5 بينهم سائق في منظومة الإسعاف و15 جريحاً منهم 4 من الطواقم الطبية والتمريضية.
وأشار الدكتور بسام قطريب إلى أن الإرهابيين اعتدوا على المشفى منذ ساعات الصباح الأولى بـ 5 قذائف صاروخية تعرّض على إثره لإصابة متوسطة في مختلف أنحاء جسده بسبب الشظايا، وحالته الصحية حالياً مستقرة، ويتلقى العلاج في المشفى.
من جانبه بيّن أيمن شبيب، رئيس قسم التمريض في المشفى، أنه تعرّض لإصابة متوسطة في أنحاء متفرقة من جسمه جراء شظايا القذائف الصاروخية التي استهدفت مبنى المشفى بشكل مباشر، مؤكداً أن هذا الاعتداء لن يثني الكوادر العاملة في مشفى مصياف عن المضي قدماً في أداء واجبهم الوظيفي والإنساني.
ميدانياً، نفّذت وحدات من الجيش رمايات بسلاح المدفعية وصليات صاروخية مكثفة طالت مجموعات إرهابية من تنظيمي جبهة النصرة والحزب التركستاني في محيط معرت حرمة وحرش عابدين والقصابية والهبيط وكفروما ومدينة كفرنبل في منطقة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.
وبيّن مراسل “سانا” أن المجموعات الإرهابية كانت تحاول الوصول إلى نقاط محصّنة متقدمة لها باتجاه ريف حماة الشمالي لتستهدف منها المناطق الآمنة ونقاط الجيش التي تحميها، لافتاً إلى أن الرمايات النارية أدت إلى القضاء على أكثر من 5 إرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أوكار وأسلحة ومرابض إطلاق قذائف صاروخية، ومن بين الإرهابيين القتلى محمود الخوجة ومحمود بكور جديع وطلال العليوي وأحمد اليوسف.
إلى ذلك نفّذ سلاح المدفعية رمايات دقيقة طالت بؤراً لإرهابيي “جيش العزة” في محيط بلدة اللطامنة أدت إلى تدمير سيارة رباعية الدفع ومقتل 3 إرهابيين وجرح عدد آخر كانوا على متنها.
وحفاظاً على حياة المدنيين مشطت وحدة من الهندسة في الجيش العربي السوري محيط دوار البانوراما على المدخل الجنوبي لمدينة دير الزور والذي يتخذه الأهالي مكاناً للتنزه والرحلات خلال فصل الربيع، وذكر أحد خبراء تفكيك الألغام في وحدات الهندسة بالجيش أن وحدات الهندسة أجرت كشفاً أولياً عبر مسح كامل للمنطقة الممتدة من دوار البانوراما باتجاه الجنوب الغربي وصولاً إلى تلة أم عبود على جانبي الطريق الدولي دير الزور- تدمر ولا سيما الطرق الترابية والأماكن المنبسطة والمنحدرات، ووضعت بعد تحديد الأماكن التي زرع الإرهابيون فيها الألغام خارطة للتحرك والبدء بإزالتها بشكل آمن واحترافي، مبيناً أن عناصر الهندسة فجروا بوساطة كاسحة ألغام عدداً كبيراً من الألغام المضادة للأفراد والدروع بعضها أمريكي الصنع، كما تم تفكيك عدد منها بعد تحديد أماكنها من قبل مجموعة من عناصر المشاة عبر أسياخ السبر وكاشفات الألغام.
بدوره أشار رئيس مجلس مدينة دير الزور المهندس رائد منديل إلى أن تنظيف دوار البانوراما من مخلفات الإرهابيين يوفر بيئة آمنة لأهالي دير الزور الذين اعتادوا على ارتياد المنطقة في فصل الربيع، ويجنّب المدنيين مخاطر الألغام التي تسببت في الفترة الماضية بحصد أرواح وإصابة العشرات من المدنيين.
في الأثناء، ذكر مراسل “سانا” أن عدة حافلات أمنتها الحكومة السورية نقلت بعد ظهر أمس عبر ممر جليغم عشرات العائلات من المهجرين السوريين الذين كانت تحتجزهم قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية في مخيم الركبان إلى مراكز الإقامة المؤقتة في حمص، ومن ثم إلى مناطقهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، ولفت إلى أن التعب والإرهاق وسوء الحالة الصحية كانت واضحة على أفراد الأسر العائدة، ومعظمها من النساء والأطفال نظراً للظروف القاسية التي كانت تعيشها هذه العائلات في المخيم منذ نحو خمس سنوات والتي ترتقي إلى درجة الكارثة في ظل غياب كامل للرعاية الصحية، وانعدام يكاد يكون كاملاً للغذاء جراء حصار غير مسبوق فرضته على المخيم قوات الاحتلال الأمريكية الموجودة في منطقة التنف ومرتزقتها الإرهابيون ومنع المهجرين من العودة إلى مناطقهم التي تم تطهيرها من الإرهاب، وسادها الأمن والاستقرار.
وفي تصريحات لمراسل سانا من ممر جليغم أشار محمد هلال دالاتي إلى الإجراءات الميسرة من قبل الجهات المعنية الذين استقبلوا العائدين بكل رحابة صدر، وأوضح عماد العابد وعبود العليوي أن الإرهابيين منعوهم وأسرهم من العودة إلى قراهم ومنازلهم أكثر من مرة، واليوم سنحت لهما الفرصة بمغادرة المخيم.
وأشار آخرون إلى أن الإرهابيين عملوا على بث الرعب في قلب كل من يرغب بالعودة ومغادرة “مخيم الذل”، موجهين الشكر لكل من أسهم في عودتهم بأمان بعد حصار دام سنوات من قبل المجموعات الإرهابية، معتبرين خروجهم بمثابة الخلاص من معاناة عاشوها داخل المخيم الذي يفتقر لأدنى مقومات العيش الكريم والأمن والأمان والطبابة والغذاء.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي: إن الولايات المتحدة تحتل منطقة التنف، وتدعم الإرهابيين الموجودين فيها، وتواصل بالتعاون معهم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم الذي يعاني محتجزوه أوضاعاً كارثية، مشيراً إلى أن التصريحات الأمريكية حول حل مشكلة المخيم غير صادقة، حيث تسعى واشنطن لأن يكون مبرراً لوجودها غير الشرعي في المنطقة، وشدد على ضرورة إنهاء الولايات المتحدة احتلالها للمنطقة، والسماح للمهجرين السوريين الذين تحتجزهم في مخيم الركبان بالخروج منه، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تؤكد أن أغلب قاطنيه يودون العودة إلى بيوتهم. ودعا لافروف المجتمع الدولي إلى تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم بعد أن هيأت الحكومة السورية الظروف الملائمة لذلك، مشيراً إلى استمرار بلاده في تقديم الدعم في هذا الإطار.
من جهته جدد وزير الخارجية الأردني التأكيد على موقف بلاده الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة، مشيراً إلى أن إعلان ترامب بشأن الجولان المحتل خرق للقانون الدولي، ولفت إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية يحفظ وحدتها واستقلالها، ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها المهم في المنطقة، وأشار الصفدي إلى الأوضاع الصعبة في مخيم الركبان، موضحاً أن معظم قاطنيه يريدون العودة إلى منازلهم وفق استطلاعات الأمم المتحدة، والحل الوحيد لمعاناتهم هو بتأمين عودتهم الآمنة.