اقتصادصحيفة البعث

انعدام الثقافة التسويقية في السوق السورية… ومحاولة لتنشيطها بشعار “ينصح به”!

دمشق – ريم ربيع

لا يزال تداول مفهوم التسويق في الشارع السوري خجولاً إلى درجة كبيرة حتى يكاد يكون معدوماً في بعض الأحيان، وإن كان لغياب الثقافة اللازمة في التسويق الأثر الأكبر، إلا أن عوامل كثيرة لعبت دورها في هذا القصور انطلاقاً من تخوف الشركات والتجار والصناعيين من تكاليف التسويق، وتوجههم لآليات البيع المباشر تحت شعار “من المنتج إلى المستهلك”، أو حتى الغياب الكامل لشركات التسويق في سورية لتبقى الجمعية السورية للتسويق الوحيدة في هذا المجال، وتحاول تحريك المياه الراكدة بين فترة وأخرى علها تحدث فرقاً في نشر الثقافة التسويقية “المعدومة” حسب تعبير رئيس مجلس إدارة الجمعية م.حسان نشواتي الذي كان مباشراً بقوله: “فعلياً ليس لدينا تسويق في سورية” لصعوبات كثيرة من ارتفاع تكاليف التسويق وغياب الملامح الواضحة له واعتماد الرؤى على قوالب جاهزة، ونظرة رجال الأعمال للتسويق على أنه عبء مالي ورفاهية خاصة في الشركات الخدمية وغير الاستهلاكية.

وخلال ندوة الأربعاء التجاري التي لم يحضرها أي مدير أو شركة متخصصة بالتسويق تطرق نشواتي إلى غياب تسويق المنتج النسيجي السوري رغم تفوقه لسنين طويلة، وهو ما وافقه عليه عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق منار الجلاد بإشارته إلى تراجع صناعة الألبسة وانعدام التنافس في السوق لغياب المنتج الأجنبي، مؤكداً على ضرورة إيجاد نموذج سوري جديد، بحيث يصبح التسويق داخلياً وخارجياً أكثر مرونة ووضوحاً. من جهته مدير غرفة تجارة دمشق د.عامر خربوطلي اقترح إنشاء مجمعات أو منظمات جماعية تروج للشركات الصغيرة باعتبار أن معظم مشاريعنا هي صغيرة ومتوسطة لا يوجد فيها مجال لأقسام تخصصية في التسويق، ورأى خربوطلي أن سورية نجحت إلى حد ما بالتسويق الداخلي، لكن خارج نطاق العلامات أو الماركات التجارية التي تشكل عاملاً أساسياً في نجاح التسويق الخارجي.

وفي حين رأى البعض أن البيع المباشر من المنتج للمستهلك يختصر الكثير من التكاليف أكد نشواتي أنه لا يمكن للتجار اختصار كامل الحلقة التسويقية بينهم وبين المستهلك مستشهداً بأسماء علامات تجارية سورية كانت رائدة، إلا أن عدم اتباعها أسساً تسويقية صحيحة جعلها تضمر تدريجياً حتى اختفت من الأسواق. وبيّن نشواتي أن تطوير الثقافة التسويقية مسؤولية مجتمعية، لافتاً إلى أن الجمعية في إطار توقيع مذكرة تفاهم مع غرفة التجارة بحيث يمكن التحضير لمركز تسويق منتجات وخدمات، كما أنها في المراحل الأخيرة لإطلاق شعار “ينصح به” كجودة خدمية تسويقية.