فنزويلا: عودة التيار الكهربائي.. واتفاق لدخول المساعدات
حرّكت الولايات المتحدة، في مجلس الأمن الدوليّ، الوضع الإنسانيّ في فنزويلا كذريعة لـ “تغيير النظام”، لكن الأمم المتحدة شدّدت على أنّ المساعدات يجب أن تبقى في منأى عن التسييس، وأن تتمّ بالتنسيق مع الحكومة الشرعية.
يأتي ذلك فيما حذّر كيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك من أن فنزويلا تواجه مشكلة إنسانية حقيقية بسبب انقطاع الكهرباء حيث يحتاج حوالي سبعة ملايين شخص إلى المساعدة، وقال قوله في إحاطة قدّمها لأعضاء مجلس الأمن: إن تكرار انقطاع التيار الكهربائي في أنحاء البلاد يؤثر على قدرة المستشفيات على إجراء العمليات الجراحية الأساسية ومواصلة تقديم خدمات الرعاية المركزة كما يؤثر أيضاً على شبكات المياه والصرف الصحي، لافتاً إلى أن الوضع الاقتصادي في فنزويلا يواصل تدهوره.
وطالب لوكوك مجلس الأمن الدولي بدعم فنزويلا على صعيد تعزيز احترام العمل الإنساني وتوفير بيئة عمل ملائمة لجهود الإغاثة وزيادة الدعم المالي لتوسيع البرامج الإنسانية.
في الأثناء، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الاتفاق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر على إدخال مساعدات إنسانية إلى بلاده، وقال: إن المساعدات الجديدة يجب أن تتم إدارتها من دون تدخل سياسي ومن دون استقطاب سياسي مسرحي وعبر قنوات القانون والاحترام، وأضاف: إن بلاده تواجه يومياً من 2 إلى 4 هجمات على شبكات نقل الطاقة الكهربائية الوطنية وتضطر إلى معالجتها، وتابع: “نحن في منتصف عملية حل حالة الطوارئ في مجال إمداد الكهرباء ونبحث عن نقطة توازن تضمن توفير الكهرباء بشكل مستدام للسكان وكل يوم نصد هجومين إلى أربع هجمات إرهابية على منظومة نقل الطاقة الكهربائية”.
وكان مادورو أعلن قبل أيام أن مصادر الهجمات التخريبية التي تعرضت لها منظومة الكهرباء الفنزويلية تم تنفيذها من مدينتي هيوستن وشيكاغو في الولايات المتحدة إضافة إلى مصادر جديدة لهذه الاعتداءات من تشيلي وكولومبيا بهدف تدمير المنظومة الكهربائية الفنزويلية.
مادورو دعا أيضاً نائب الرئيس الأميركيّ إلى أن يعرف أنّ الرئيس الفنزويلي منتخب من الشعب.
وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس طلب من دول مجلس الأمن الاعتراف بالمعارض خوان غوايدو رئيساً لفنزويلا.
وخرجت في فنزويلا تظاهرات حاشدة جابت شوارع العاصمة كراكاس، رفضاً للتدخل الخارجي ودعماً للسلطات الشرعية.
هذه التطورات توازت مع استعادة التيار الكهربائي في أغلب محافظات فنزويلا بشكل كامل، ومع إعلان اتفاق بين حكومة كراكاس والصليب الأحمر الدولي على إدخال مساعدات إنسانية عاجلة.
دولياً، أعلن الحزب الشيوعي الكوبي مواصلة دعمه لفنزويلا رغم التهديدات الأميركية، وأكد زعيم الحزب راوول كاسترو في كلمة أمام الجمعية العامة أن التهديدات الأميركية لم تنفع في الماضي ولن تنفع في المستقبل. كما جددت الصين معارضتها أي تدخل عسكري في شؤون فنزويلا الداخلية من جانب قوى خارجية، وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة ما تشاو شيوي: إن الصين تدعم جهود الحكومة الفنزويلية في حماية سيادة واستقرار البلاد، مشدداً على ضرورة رفع العقوبات الأحادية المفروضة عليها.
وأوضح أن الصين ستواصل تعاونها مع فنزويلا بناء على مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة والتنمية المشتركة، لافتاً إلى أن الصين قررت تقديم مساعدات طارئة من أجل مساعدة الشعب الفنزويلي في التغلب على الصعوبات المؤقتة.
يشار إلى أن فنزويلا تتعرض إلى محاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية، في محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة، إضافة إلى محاولة الانقلاب على الرئيس الشرعي باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى.