مقتل وإصابة أكثر من 300 في اشتباكات طرابلس
تتواصل الاشتباكات على مشارف العاصمة الليبية طرابلس بوتيرة الكرّ والفرّ بين طرفي القتال، فيما لم تبح المعركة بعد بكل أسرارها ولم يظهر فيها منتصر ومنهزم، رغم تقدم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على أكثر من محور، فيما يبقى دخول العاصمة ذاتها المنعطف الحاسم والمرتقب الذي سيرسم ملامح المرحلة المقبلة سياسياً وعسكرياً. وعند أبواب طرابلس تحوّلت المعارك بين قوات الجيش الوطني الليبي، التي تشن هجوماً على العاصمة الليبية، وخصومها من قوات وميليشيات حكومة الوفاق الوطني، إلى عمليات كر وفرّ.
فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس مقتل 56 شخصاً وإصابة 266 آخرين بسبب الاشتباكات المستمرة بين قوات الجيش الليبي وقوات حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس، وقالت في بيان: “إنه خلال الأيام الستة الأخيرة أسفرت الاشتباكات قرب العاصمة الليبية عن 65 قتيلاً و266 جريحاً بينهم سائق سيارة إسعاف وطبيبان، إضافة إلى فرار آلاف الأشخاص من منازلهم”.
وأشارت المنظمة إلى “أنها تزيد مخزونها من المعدات الطبية في مناطق الاشتباكات وفرق الطوارئ تواجه نقصاً في الوقود، كما أن المهاجرين الموجودين في مراكزها لم يتلقوا الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها”.
وكانت حصيلة سابقة أشارت في الرابع من الشهر الحالي إلى مقتل 32 شخصاً على الأقل، إضافة إلى إصابة خمسين شخصاً بجروح منذ بدء الاشتباكات بين قوات الجيش الليبي وقوات حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس.
يأتي ذلك فيما أفاد مصدر من الجيش الوطني الليبي، أمس، بانطلاق قوة عسكرية تتكوّن من 500 جندي و200 آلية مسلحة للالتحاق بغرفة عمليات سرت الكبرى وسط البلاد، تمهيداً لمهمة عسكرية جديدة.
وقال: إن “قوة عسكرية قوامها 500 جندي وقرابة 200 آلية مسلحة، تتجه من ثكناتها في طبرق للالتحاق بغرفة عمليات سرت الكبرى والجفرة لتنفيذ مهمة عسكرية جديدة”، وأشار إلى أن “هذه القوة العسكرية سوف تتوزع في نقاطها المكلفة بها، حيث توجّهت هذه القوة بناء على تعليمات من القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية”.
وأعلنت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، قبل ثمانية أيام، إطلاق عملية للقضاء على ما وصفته بالإرهاب في العاصمة طرابلس، التي توجد بها حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، ودعا الأخير قواته لمواجهة تحرّكات قوات حفتر بالقوة، متهماً إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي لعام 2015.
وأدّت المعارك الجارية لإعلان المبعوث الأممي إلى ليبيا تأجيل المؤتمر الوطني الليبي الذي كان مقرراً منتصف الشهر الجاري.
وتشهد ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي “ناتو” عليها عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق، بينما يتنازع على السلطات حالياً طرفان أساسيان هما حكومة الوفاق والحكومة العاملة في شرق ليبيا التي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق والجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وسمعت أصوات اشتباكات بالأسلحة الثقيلة على بعد نحو 10 كيلومترات من المطار، فيما تحتدم المعارك في مدينة عين زارة في ضواحي العاصمة.
وأعلن الجيش الوطني الليبي أن عملية طرابلس لن تتوقف. وقال آمر غرفة العمليات الرئيسية بالقيادة العامة للقوات المسلحة اللواء عبدالسلام الحاسي، إن الجيش لن يوقف عمليته العسكرية إلا بعد تحقيق كافة أهدافها المتمثلة في القضاء على الميليشيات المسلحة هناك.
وعرض الإعلام الحربي للقوات الليبية المسلحة شريط فيديو على صفحته بفيسبوك يظهر استسلام مقاتلين من قوات حكومة الوفاق وميليشياتها بعد معارك عنيفة على مشارف العاصمة.
وفر معظم السكان جراء المعارك، فيما أكد الصليب الأحمر الليبي أن فرقه “تمكنت من إخراج مدنيين عالقين في مناطق المعارك”، وتمّ إجلاء حوالي 30 أسرة خصوصاً من عين زارة ووادي الربيع جنوباً.