البيانو المزدوج بين سفيتلانا الشطا وجمان عمران
أقيمت في دار الأسد أمسية” نثرات راقصة” نثرت الفرح من خلال نغمات البيانو المزدوج بين العازفتين سفيتلانا الشطة وجمان عمران، حيث استحضرتا موسيقا أشهر الرقصات العالمية من مدارس مختلفة، وشدّتا الجمهور بأسلوب العزف الثنائي الرائع والأجمل التوزيع الموسيقي بينهما بتبادل الأدوار في موسيقا بعض الرقصات بالدور الأول للشطة والمرافقة لعمران وبالعكس باللحن والقفلة.
وتنوعت الأمسية بين إيقاعات التانغو وموسيقا الشعوب والرقصات الكلاسيكية وكان للمارش المروّع للمؤلف سان سان حضور خاص لاسيما بضرباته الحادة والقوية جداً والمخيفة في مواضع عبْر اللحن المتسارع جداً، وزاد من قوة اللحن العزف الثنائي للعازفتين للحن ذاته.
وبقي مسار الأمسية مع المارش العسكري لفرانز شوبرت الذي تميز مثل بقية المارشات بعزفه بالأوركسترا بدور الآلات النحاسية بشكل خاص، مما شدّ الجمهور إلى متابعة ألحانه على البيانو بكل أبعاده بشكل مختلف عن التوزيع الأوركسترالي. أما موسيقا رقصة”بولكا تريش تراش” من الرقصات الشعبية فحظيت بالعزف الثنائي بين العازفتين على بيانو واحد بأربع أيد، وبدأت بلحنها الحيوي الجميل والحالم بنقلاته المتسارعة وبجمالية تقنية”الكلاساندو” التي كررتها عمران بعزفها.
وعادت العازفتان إلى البيانو المنفرد وتغيّر مزاج الأمسية مع رائعة آرام خاشودريان” رقصة السيوف” التي ارتبطت بالموسيقا الشعبية للأرمن في كل بلاد العالم بتفاعل كبير من الجمهور، لاسيما أنها مألوفة من خلال الفرقة الوطنية السيمفونية السورية التي عزفتها مرات عدة، وبدت جمالية ألحانها السريعة والمركبة أجمل بتبادل الأدوار بين شطا وعمران باللحن الأساسي والمرافق.
كما تنوعت خصوصية رقصة”البولكا” الشعبية بين عدة مؤلفين، إذ عُزفت رقصة”بولكا الإيطالية” لسيرغي رخمانينوف واتضحت فيها فخامة موسيقاه بتدرجات بسرعة اللحن وصولاً إلى السرعة القصوى، تبعتها رقصة “أنا بولكا” لشتراوس وظهرت الفوارق الطفيفة بالألحان لاسيما بفواصل الألحان الهادئة.
وبيّنت العازفة جمان عمران أن معظم هذه الرقصات مكتوبة للأوركسترا، ومن ثم حُولت وكُتبت لآلتي بيانو، وعن خصوصية موسيقا رقصة البولكا أوضحت بأنها من الموسيقا الشعبية التي انتشرت في العديد من الدول الأوروبية والأمريكيتين.
ملده شويكاني