الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

تجارب تشكيلية شابة

 

تستضيف ملتقيات الفن التشكيلي المحلية عادة عدداً من الشباب بغية خلق فرص جديدة لهؤلاء لتطوير مهاراتهم وتسليط الضوء عليهم وتعزيز تجربتهم، من خلال الاحتكاك مع تجارب مهمة ومخضرمة، إلا أن ملتقى هذا العام الذي أقيم في بداية شهر نيسان في حديقة المتحف الوطني بدمشق والذي أقامته مديرية الفنون الجميلة اقتصرت أغلبية المشاركات على الفنانين الشباب في مضمار التصوير الزيتي، حيث قدم بعضهم مستوى طيبا ومنافسا للأسماء الكبيرة الحاضرة في الوسط التشكيلي مما شكل رافدا جديدا يضيف إلى حيوية المنتج التشكيلي، ومن هذه الأسماء الشابة فنانين تميزوا في هذا الملتقى وهم: خزيمة العايد– محمد مجد الحناوي وأحمد طلاع الحاصل على جائزة معرض الربيع في التصوير الزيتي في دورته قبل الماضية، وهؤلاء الشباب من الخريجين الجدد لكلية الفنون الجميلة، حققوا مشاركات ذات مستوى رفيع في عدد من المعارض الجماعية والفردية مثل خزيمة والحناوي، فقد شهت صالة المركز الوطني للفنون البصرية هذا العام معرضا كبيرا للفنان مجد الحناوي عرض فيه أعماله المبشرة بفنان واعد ومشغول برؤية جديدة نحو المستقبل مفتوحة على أفق واسع من القيم اللونية في فن التصوير التي تقع بين الأبيض والأسود والرماديات تدل على حساسية الفنان وتوقه للبحث والتجريب والمعاصرة، أما الفنان خزيمة العايد فمهتم بمعالجة سطح التصوير بتقنيات المختبر البصري حيث تجريب المواد المختلفة الوسائط ومتابعة تأثيرها بالمواد المختلفة الأخرى بغية الحصول على قيم لونية وغرافيكية جديدة، وقد نجح هذا الفنان الشاب في تحقيق الشخصية الفنية الباحثة عن لغة تشكيلية فريدة في أعماله التي عرضت في معرضه الأخير خارج البلاد أول هذا العام.

هذه الكوكبة من الفنانين الشباب وقبلهم ومن سيأتي بعدهم من الفنانين في المستقبل سيفرضون ذاتهم التشكيلية والثقافية وربما سيكون البعض منهم علامة فارقة تحمل الكثير من التجاوز للسائد والمتفق عليه، هؤلاء الفنانون الآن ماذا يمكن أن تقدم لهم المؤسسات الرسمية الثقافية وماهي الأدوات المحفزة للمحافظة على شخصياتهم الواعدة وماذا يمكن أن تقدم لهم بعض الدوائر المهتمة والمستثمرة في الثقافة والفن التشكيلي خصوصا ونحميهم من تلك التي بدأت ترسم لهم مشاريع استنزاف وربح على ظهورهم!؟.

أكسم طلاع