خيبة ومرارة
أشرنا غير مرة إلى حالات الوهن والخلل التي تعتري أنديتنا، وما تواجهه من صعوبات مالية واستثمارية انعكست سلباً على مردودها الإداري والفني في مجمل مسابقاتها ومشاركاتها الرسمية على المستويين المحلي والخارجي.
ولا شك أن انتكاسة فريق رجال الاتحاد بكرة القدم في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي للمرة الثانية أمام الجزيرة الأردني أول أمس بهدفين دون رد، وتجمد رصيده عند نقطة واحدة، وخروجه المؤكد من منافسات البطولة، شكّلت صدمة كبيرة، ولكنها متوقعة بالنظر لفوارق الإمكانات الفنية التي وضعت فريق الاتحاد في طابق، وباقي فرق المجموعة في طابق آخر، وهو ما وضح جلياً في مباراته الأخيرة التي لم يكن فيها موفقاً بأدائه الذي اتسم بالفوضوية والارتجالية، وافتقد إلى الحد الأدنى من التنظيم والانضباط الخططي والتكتيكي.
وقد يجد الاتحاد الكثير من الأسباب لتبرير هذه الخيبة لناحية عدم الاستقرار، وضعف الإمكانات والتحضير، وغيرهما من الجوانب الإدارية والتقنية المطلوب توفرها قبل خوض غمار المنافسات الآسيوية، ولكن ثمة جوانب مقلقة، وهي تشكّل جوهر وأساس المشكلة التي تعاني منها كرة الاتحاد ، تتمثّل بكثرة الطباخين، والتعاطي غير الجدي والمسؤول مع مفردات ومتطلبات واحتياجات الفريق، وتوظيف إمكانات وطاقات اللاعبين الفنية والمهارية في خدمة المجموعة، وهو ما يفسر حقيقة عدم قدرة الفريق على مجاراة الفريق الأردني، والفرق الأخرى ضمن مجموعته، ناهيك عن الضعف والوهن والخلل الواضح في خطي الدفاع والهجوم للفريق، فتسجيل الفريق لهدف وحيد، وتدخل مرماه ثمانية أهداف في أربعة لقاءات، معنى ذلك أن الفريق يعاني من مشكلة فنية مزمنة، وهو غير جدير في المنافسة والتأهل إلى الدور الثاني بكل تأكيد.
على العموم لسنا هنا في موقع المحاسبة والمساءلة، ولكن من المهم جداً التدقيق في هذه التفاصيل والجزئيات، وبالتالي الاستفادة من هذه التجربة الآسيوية، والبدء فوراً بمراجعة متأنية وهادئة لأوراق الفريق، بما يضمن تصحيح مساره لاحقاً، خاصة أنه مازال في خضم منافسات الدوري المحلي، والمطلوب منه تحقيق نتائج إيجابية تلبي تطلعات جماهيره، وتنسيه انتكاسة وخيبة آسيا، فهل يفعل؟.
معن الغادري