“كنوز من الشرق” في دار الأوبرا
الموشح الشهير”إن طال جفاك ياجميل” حظي بإعجاب جمهور الأوبرا الكبير المحب للتراث الأصيل في الأمسية التراثية التي قدمها عازف القانون ومؤسس فرقة الموسيقا العربية لإحياء التراث صلاح عربي القباني بقيادته ومشاركته بالعزف على القانون على مسرح الأوبرا بعنوان “كنوز من الشرق”، وتنوعت بين الموشحات القديمة والتراث الديني ورقص المولوية والأدوار، كما أفرد مساحة للموسيقا الآلية بقالب السماعي والدولاب والتقاسيم بآلات خاصة مثل القانون والعود والكمان والناي ارتبطت مع الوصلات التي قُدمت بمشاركة الفرقة المؤلفة من الوتريات وآلات التخت الشرقي والإيقاعيات الشرقية، فجمعت بين الموسيقا الآلية والغناء الجماعي للكورال والغناء الإفرادي بمشاركة حسام لبناني وشادي عبد الكريم وغالب صيداوي بتفريدات الآهات والليالي.
افتتحت الأمسية بسماعي كرد طاطيوس تخللته تقسيمة الكمان للعازف المثنى علي، ثم وصلة الموشحات الشهيرة التي بدأت ب”يمر عجباً”-ألحان عمر البطش وكلمات فخري البارودي- وغناء الكورال بتناوب المقاطع بين الذكور والإناث مع الغناء الإفرادي وحضور الإيقاعيات الشرقية الطبلة والرق، تبعته مقتطفات من موشح ياغزال الرمل-ألحان زهير المنيني- وعذبوني وياذا القوام السمهري من ألحان عمر البطش وصولاً إلى دور”يامنت وحشني يا روحي” ألحان محمد عثمان وكلمات محمد درويش، والذي سُبق بمقدمة موسيقية طويلة بتوظيف آلات العود والقانون والإيقاعيات ثم الغناء الإفرادي.
في الوصلة الثانية كلمات أمين الجندي بعد سماعي بيات عزيز داده، بدا إيقاع الأمسية أكثر تسارعاً مع موشح املأ لي الأقداح ألحان-أبو خليل القباني، وموشح يا صاح الصبر-ألحان عمر البطش-لتنتهي هذه الوصلة بموشح بالذي أسكر من عفو اللما ألحان القباني.
وعزفت الفرقة دولاب بيات تخللته تقسيمة القانون للعازف صلاح عربي القباني تمهيداً لغناء دور يللي تشكي من الهوى ألحان زكريا أحمد كلمات أحمد رامي، ومهدت تقسيمة الكمان للعازف عدنان سفر لغناء وصلة موشحات منها يا شادي الألحان ألحان سيد درويش، وتقسيمة العود للعازف مأمون مرعشلي لغناء وصلة موشحات منها ملأ الكاسات وسقاني.
الفاصل بالأمسية كانت وصلة التراث الديني بلوحة تهليلة مع رقص المولوية على خشبة المسرح بحضور شيخ الطريقة وتكرار ترديد “الله حيّ”، وكان لها وقع مؤثر بدا بتفاعل الجمهور مع تعبيرية المشهد ودوران المولوية بخطواتهم المدروسة والتضرع إلى الله “كلنا محبة ولله نصلي” وسُبقت التهليلة بتقاسيم الناي والضربات الإيقاعية للرق والمزهر التي ارتبطت بجلسات الذكر، لاسيما مع تكرار لفظ الجلالة”الله” لتبلغ التهليلة ذروتها بترديد” لا إله إلا الله”.
واستُكملت لوحة التراث الديني في نهاية الأمسية بوصلة بلبل الإقبال غرد، ويا إمام الرسل يا سندي،”يا رسول الله خذ بيدي” وصولاً إلى مدد مدد يا رسول الله وتميزت بحضور القانون للعازف صلاح عربي القباني.
ملده شويكاني