ترامب يستخدم “الفيتو”لمواصلة دعم العدوان السعودي
في دليل جديد على أن الولايات المتحدة ليست ضالعة في العدوان على اليمن فحسب، وإنما صاحبة قرار الحرب، والآخرون يتبعونها وينفذون رغباتها وأطماعها، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب استخدم حق النقض “فيتو” ضد قرار للكونغرس يهدف لإنهاء المشاركة الأمريكية في العدوان الذي يقوده النظام السعودي على اليمن، وقال ترامب في الرسالة التي أعلن فيها استخدام الفيتو: “هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية”، زاعماً أنه يعرّض للخطر أرواح مواطنين أمريكيين وجنود في الوقت الحالي وفي المستقبل، فيما قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي: إن الصراع في اليمن يجب أن ينتهي، مشيرة إلى أن مجلس النواب يطالب الرئيس بإعلاء مسألة السلام على الاعتبارات السياسية، والعمل سوياً معنا لنسج حل دائم لإنهاء الأزمة، معتبرة أن الرئيس اختار بقراره “الفيتو” نقض إجماع وتصويت من الحزبين، واستمرار الانخراط الأميركي المشين في هذه الأزمة.
وعلّق رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ادم شيف على قرار ترامب، قائلاً: “إن الحرب في اليمن كارثة إنسانية وسنواصل بذل ما في وسعنا في الكونغرس لوضع حد لها”، فيما قال السيناتور بيرني ساندرز: إنه شعر بـ “خيبة أمل” من قرار الرئيس الأميركي، وأكّد أن الشعب اليمني بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية وليس إلى مزيد من القنابل.
إلى ذلك، أكدت حركة “أنصار الله” اليمنية أن استخدام ترامب الفيتو يدين واشنطن بكل ما لحق اليمن من مجازر وجرائم وحصار ظالم.
وقال المتحدّث الرسمي باسم الحركة محمد عبد السلام في تغريدة: إن فيتو ترامب يكشف أن الولايات المتحدة ليست ضالعة في العدوان على اليمن فحسب وإنما صاحبة قرار الحرب والآخرون يتبعونها وينفذون رغباتها وأطماعها.
وأقر مجلس النواب الأمريكي في نيسان الحالي مشروع قرار ينهي مشاركة الولايات المتحدة في العدوان الذي يشنه النظام السعودي ضد اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، بينما أقره مجلس الشيوخ في آذار المنصرم، لتكون المرة الأولى التي يقر فيها مجلسا الكونغرس مشروع قانون بشأن صلاحيات الحرب، والذي يقيّد قدرة الرئيس على إرسال قوات للمشاركة في عمليات عسكرية خارج البلاد.
ولم يكن تصويت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بأغلبية 247 صوتاً مقابل 175 وتصويت مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون بأغلبية 54 صوتاً مقابل 46 كافياً لإبطال الفيتو الذي يحتاج إلى أغلبية الثلثين في المجلسين.
وقال مؤيدو التشريع: إن حملة القصف التي يشنها التحالف السعودي فاقمت الأزمة الإنسانية وتسببت بمقتل مدنيين، مبينين أن المشاركة الأمريكية في هذا العدوان تنتهك الالتزام الدستوري بأن الكونغرس وليس الرئيس هو من يقرّر متى تخوض البلاد الحرب.
وكانت منظمات حقوقية دولية انتقدت في وقت سابق مواصلة دول عديدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا توريد الأسلحة للتحالف السعودي، وارتكب خلاله مجازر بحق المدنيين وخاصة الأطفال والنساء في غاراته اليومية على المناطق الآهلة بالسكان.
ميدانياً، قضت وحدات من الجيش اليمني واللجان الشعبية على إعداد من مرتزقة العدوان السعودي وأصابت عدداً آخر في عملية هجومية في نجران، وأوضح مصدر عسكري أن قوات الجيش واللجان الشعبية نفّذوا عملية هجومية استهدفت مواقع لمرتزقة العدوان قبالة السديس في جبهة نجران ما خلّف خسائر كبيرة بصفوفهم، مضيفاً: إن الجيش واللجان أفشلوا في جيزان محاولة تسلل للمرتزقة قبالة جبل قيس وأوقعوا بينهم قتلى وجرحى، فيما أسقطت قوات الجيش واللجان طائرة استطلاعية لقوات تحالف العدوان، كما كبّدتها مع مرتزقتها خسائر في الأرواح والعتاد خلال عمليات جرت في جيزان وعسير والجوف.