طهران: واشنطن ارتكبت خطأ جسيماً
ردّاً على الاستفزازات الأمريكية والعقوبات الجائرة، أعلن مجلس الشورى الإيراني، أمس، القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، التي تشرف على النشاطات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان والقوات والمؤسسات التابعة لها، منظمة إرهابية، وأكد النواب الإيرانيون أن أي دعم عسكري واستخباري ومالي وتقني وخدمي لهذه القوات من أجل مواجهة “حرس الثورة” يعتبر إجراءً إرهابياً، وسمحوا للحكومة التعامل بالمثل وبحزم حيال الإجراءات الأميركية الإرهابية، كما منحوا الحكومة صلاحية القيام بالإجراءات الضرورية بشكل لا يمكن معه للقوات الأميركية استخدام أي قوة ضد مصالح إيران، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن تشديد الإدارة الأميركية من إرهابها الاقتصادي ضد الشعب الإيراني دليل جديد على يأسها.
وقال ظريف في تغريدة على موقع تويتر: إن تشديد الإرهاب الاقتصادي ضد الإيرانيين دليل على خوف ويأس الإدارة الأميركية والهزائم القديمة لحلفائها، مشدداً على أن طهران لا تضع استراتيجيتها بناء على توصيات الأجانب فما بالك بالأميركيين، فيما اعتبر وزير الدفاع الإيراني، العميد أمير حاتمي، الذي يشارك في مؤتمر موسكو للأمن الدولي، أن “الظاهرة الترامبية” أحد أخطر الظواهر التي تواجه هذا العالم، وتشبه النازية، مع صفات مثل الأنانية والظلم، ووضع المبادئ الإنسانية تحت قدميه، وتعريض القواعد الدولية للأمن العالمي للخطر”.
وزير النفط الإيراني قال بدوره: إن “أميركا لن تحقق حلمها بوقف صادرات النفط الإيراني تماماً”، فيما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران لا تعترف بقانونية العقوبات عليها، ولا تعطي أهمية وقيمة للإعفاءات.
وردّاً على إنهاء الولايات المتحدة للإعفاءات، أشارت الخارجية إلى أن طهران ستتخذ القرار المناسب بعد التشاور مع المؤسسات المعنية الداخلية ومع العديد من الشركات الأجنبية الأوروبية والدولية والتابعة لدول الجوار نظراً إلى الآثار السلبية للعقوبات التي ستزيد، فيما أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها قدمت احتجاجاً إلى الولايات المتحدة بشأن قرارها الأخير بعدم تمديد الإعفاءات الخاصة باستيراد النفط من إيران.
وقال المتحدّث باسم الوزارة (جينغ شوانغ) في مؤتمر صحفي تعليقاً على قرار إدارة ترامب بهذا الشأن: إن قرار الولايات المتحدة سيسهم في تقلبات في الشرق الأوسط وفي سوق الطاقة الدولية، وأضاف: إن الصين دولة تتحمّل مسؤولياتها أمام القانون الدولي، وتعارض عدم تمديد إعفاءات الحظر وفرض عقوبات أمريكية من جانب واحد على إيران، مشيراً إلى أن إيران دولة كبيرة لديها موارد غنية من النفط والغاز وقد عبّرنا عن معارضتنا للحظر الأمريكي الأحادي وعدم جواز تحويل الحظر الأحادي إلى إجراء، وتابع: إن التعاون الاقتصادي بين الصين وإيران سيستمر تماشياً مع القانون الدولي، لافتاً إلى أن إيران شريك استراتيجي للصين ولديها تعاون مكثف معها في مختلف المجالات.
كما جدد الاتحاد الأوروبي التأكيد على التزامه بتطبيق الاتفاق النووي الموقّع مع إيران، معرباً عن الأسف لقرار الولايات المتحدة عدم تجديد الإعفاءات الممنوحة لبعض الدول للسماح بشراء النفط الإيراني، وقالت مايا كوسيانيتش، المتحدّثة باسم مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: إن الاتحاد سيتابع تطبيق الاتفاق النووي وتنفيذه طالما قامت إيران بالأمر نفسه، مشيرة إلى أن القرار الأمريكي الأخير لا يسير بالاتجاه الصحيح، ويحمل آثاراً سلبية على مستقبل العمل الدولي، وأضافت: إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت احترام إيران للاتفاق من خلال 14 تقريراً، ونحن سنواصل احترام التزاماتنا كما كنا نفعل دائماً.
إلى ذلك، أكد عضو مجلس النواب العراقي عن كتلة (صادقون) فاضل الفتلاوي أن واشنطن ليست وصية على العراق، وقال: إن قرارها بعدم التمديد لبعض الدول في الإعفاء من حظر استيراد النفط الإيراني لا يعنينا وغير ملزمين بتطبيقه، وشدد على أن العراق دولة ذات سيادة تعمل من أجل مصالحها فقط وليس مصالح واشنطن وحلفائها، مؤكداً أن مصالح العراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي المعيار الوحيد الذي نعمل من خلاله، وحذّر من أن المضي خلف سياسات أمريكا الطائشة ونزعاتها العدوانية لن يقدم للعراق شيئاً سوى الإرهاب والخراب والانعزال عن العالم، داعياً الحكومة العراقية إلى عدم الرضوخ لضغوط واشنطن ،وعدم الالتزام بقراراتها، والعمل وفق مصلحة العراق فقط.