الصفحة الاولىصحيفة البعث

لليوم الثاني.. المستوطنون يدنّسون المنطقة الأثرية في سبسطية

 

صعّدت قوات الاحتلال من ممارساتها العدوانية بحق الشعب الفلسطيني، حيث اقتحمت بلدة قباطية جنوب مدينة جنين في الضفة الغربية وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام بكثافة باتجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، كما اعتقلت ثلاثة شبان من البلدة، فيما اقتحمت مدن وبلدات الزاوية غرب سلفيت والخضر وبيت فجار وتقوع جنوب بيت لحم والخليل ورام الله وأريحا، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها، واعتقلت 16 فلسطينياً.

كما اقتحم 300 مستوطن المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما جدّد مئات المستوطنين اقتحام المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس بالضفة.

وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: “إن مئات المستوطنين اقتحموا لليوم الثاني على التوالي المنطقة الأثرية في البلدة بحماية قوات الاحتلال التي أغلقت مداخل البلدة، ومنعت الفلسطينيين من الدخول إليها أو الخروج منها”.

هذا وجددت الخارجية الفلسطينية إدانتها الصمت الدولي على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وأشارت إلى تصاعد اعتداءات سلطات الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم في استخفاف واضح بالمجتمع الدولي والرأي العام العالمي، وبيّنت أنه في الأيام القليلة الماضية استشهدت سيدة فلسطينية جراء دهسها من قبل مستوطن بحماية قوات الاحتلال، وأصيب طفل فلسطيني بجروح جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص على قدمه بعد قيامها بتعصيب عينيه وتكبيل يديه، عدا عن مواصلة سلطات الاحتلال الاستيلاء على منازل الفلسطينيين وتهجيرهم، وحذّرت من خطورة ما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم قتل وتهجير واستيلاء على الممتلكات على يد سلطات الاحتلال والمستوطنين، منددةً بمرورها دون أي ردود فعل من جانب المجتمع الدولي والمنظمات الأممية ومنظمات حقوق الإنسان.

بالتوازي، أكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن واشنطن بدأت عملياً بتنفيذ “صفقة القرن” مع إعلانها في كانون الأول 2017 القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال ونقل سفارتها إليها في الذكرى السبعين للنكبة، وتبع ذلك قرارها وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، ووقف تمويل المستشفيات الفلسطينية في القدس المحتلة، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، قبل أن يعلن الاحتلال ما يسمى “قانون القومية” العنصري، وجاء إعلان ترامب المشؤوم مؤخراً بشأن الجولان السوري المحتل، ثم إعلان الاحتلال عن مخطط لضم الضفة الغربية ضمن مؤامرة “صفقة القرن”، التي تنفذ بتواطؤ وتمويل خليجي وصمت من المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، وأشار إلى أن “صفقة القرن” ترمي لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل، داعياً المجتمع الدولي إلى التصدي لمحاولات واشنطن سلب الشعب الفلسطيني حقوقه التي أقرتها الشرعية الدولية، مؤكداً في الوقت ذاته أن الفلسطينيين لن يسمحوا بتمرير هذا المخطط التآمري، وسيستمرون بالمقاومة حتى نيل حقوقهم كاملة، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض بيّن أن الإعلان الأمريكي عن “صفقة القرن” سيكون بعد نهاية شهر رمضان المبارك، حيث وصل العمل عليها والتآمر على الشعب الفلسطيني وحقوقه إلى مراحله النهائية، لافتاً إلى أن ما تم تسريبه حول “صفقة القرن” ينسف إقامة دولة فلسطينية مستقلة في انتهاك سافر للقوانين الدولية، وأشار إلى أن تنفيذ “صفقة القرن” يسير في ثلاثة اتجاهات، أولها تكريس الاحتلال للاستيطان والتهويد في القدس المحتلة وجميع أراضي الضفة الغربية بهدف قطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، والاتجاه الثاني يتمثل بهرولة عدد من الأنظمة العربية، وخاصة الخليجية، نحو التطبيع مع العدو الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، والاتجاه الثالث هو إعلان ترامب غير الشرعي بشأن الجولان السوري المحتل، والذي يخالف قرارات الأمم المتحدة وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981.

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة شدّدت على أن الصفقة هي أخطر مرحلة تمر بها القضية الفلسطينية حالياً، فهي تمسّ بشكل جوهري الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني التي أقرتها الشرعية الدولية والأمم المتحدة، وعلى رأسها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مؤكدةً أن صمود الشعب الفلسطيني سيسقط هذه الصفقة.

وزارة الخارجية الفلسطينية أكدت أن الإدارة الأمريكية تواصل حملتها الدعائية المضللة للرأي العام العالمي بشأن ما تسمى “صفقة القرن”، حيث تخطط مع سلطات الاحتلال للقضاء على المشروع الوطني الفلسطيني برمته، ما يشكل انقلاباً على قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي، مشددةً على أن أي خطة لا تلبي حقوق الفلسطينيين المشروعة مصيرها الفشل.