ملاحظات بالجملة على دوري سلة الرجال.. واتحاد اللعبة مطالب بالتعديل
تعود حرارة المنافسات إلى صالات سلتنا، حيث تقام الجمعة مباريات الأسبوع الأول من مرحلة الإياب لدوري الرجال، والملاحظ بالجدول الذي أصدره اتحاد كرة السلة أن مرحلة الإياب ستقام خلال أقل من شهر، وستلعب الفرق دون أية استراحة، حيث سينطلق في 26 من الشهر الجاري وسينتهي في الـ 24 من الشهر المقبل، أي سيستمر لمدة 28 يوماً، وهذا يجعلنا نتساءل: ما الفائدة التي ستجنيها سلتنا من هكذا دوري؟ وهل سيتطور المستوى الفني للأندية واللاعبين، أم أن اتحاد اللعبة همه الوحيد فقط إقامة الدوري ونشاطاته المحلية دون النظر للفائدة منها.
مرحلة الذهاب التي انتهت مؤخراً، (أقيمت على مدار شهر أيضاً)، لم ينته الحديث عنها، حيث أظهرت مبارياتها فروقات كبيرة، ومستويات متفاوتة بين الأندية المشاركة، فجاءت بعض المباريات محسومة، ونتيجتها معروفة مسبقاً، والفوارق الرقمية والمباريات الطابقية كانت السمة الأبرز.
الفرق التي شاركت وعددها عشرة وضح من خلالها الفوارق الفنية بينها، حيث جاء ناديا الجلاء والجيش بطابق، والوحدة والاتحاد بطابق، والكرامة والثورة والحرية واليرموك بطابق، والنصر والساحل بطابق، وهذا دليل على أن الدوري بات باهتاً على عكس ما كان عليه سابقاً عندما كانت الفرق جميعها تقريباً بطابقين فقط، وهذا دليل على أن سلتنا باتت تعتمد على ناد واحد، وبحاجة لتطوير المستوى الفني للأندية لينعكس إيجاباً على المنتخب الوطني.
أغلب الفرق أبدت امتعاضها من المدة التي حددها اتحاد السلة لمرحلة الإياب، فكان عليه أن يعطي الفرصة والمجال للأندية لالتقاط أنفاسها، لاسيما أن الفرق ستلعب كل أسبوع ثلاث مباريات تقريباً، وهذا قد يؤثر على اللاعبين، ولن يستطيع مدربو الفرق أو إدارات الأندية تدارك الأخطاء التي تحصل بالمباريات، والأمثلة على ذلك كثيرة من خلال مباريات الذهاب.
الأمر الآخر يتمثّل بقيام اتحاد اللعبة بإجبار الأندية أن تلعب بلاعبين تحت الـ ٢٤ سنة (فرض نظام ٣ لاعبين فوق الـ ٢٤، و٣ لاعبين تحت الـ ٢٤)، وهذا برأي الكثير من النقاد والمدربين خطأ جسيم، وقرار غير مدروس من قبل الاتحاد الذي فكر بالعدد من أجل منح فرصة للاعبين الشباب باللعب، لكنه في الوقت نفسه لم يفكر بالنوعية، وهذا سبّب إرباكاً وخللاً للمدربين الذين لم يستطيعوا توزيع جهد اللاعبين خلال المباريات، الأمر الذي جعلهم يشركون لاعبين مستواهم الفني ليس بمستوى بقية اللاعبين الكبار، ولا شك أنه أثر كثيراً ببعض الأندية التي لا تملك لاعبين صغار السن، في حين استفادت بعض الأندية التي لم تجد لديها أية مشكلة في الموضوع نفسه، لأن لديها وفرة باللاعبين.
أخيراً نقول: من خلال ترتيب الفرق مع نهاية الذهاب، والمستوى الفني للأندية، نجد أن المنافسة على اللقب ستنحصر بين أندية الجيش، والجلاء، وبدرجة أقل الوحدة والاتحاد، في حين ستكتفي بقية الأندية بمنافسة بعضها للهروب من شبح الهبوط للدرجة الثانية، وهذا الأمر لا يصب بمصلحة اللاعبين، ولا الأندية، ولا اللعبة، ولا منتخبنا الوطني!.
الجدير بالذكر أنه مع نهاية مرحلة الإياب سيهبط صاحبا المركزين التاسع والعاشر إلى أندية الدرجة الثانية، ويصعد بدلاً منهما الوثبة بطل دوري الدرجة الثانية، والطليعة الوصيف، وفيما يخص منافسات “الفاينال ٨” سيلعب الأول مع الثامن، والثاني مع السابع، والثالث مع السادس، والرابع مع الخامس للفوز بمبارتين من ٣ مقررة للتأهل إلى الدور نصف النهائي “فاينال ٤”.
عماد درويش
