الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

سورية تدين محاولة الانقلاب الفاشلة: التضامن الكامل مع فنزويلامادورو لبومبيو: لا تتمادى في التفاهة.. موراليس: ترامب فشل مجدّداً

 

أدانت سورية بشدة محاولة الانقلاب الفاشلة على الشرعية الدستورية في جمهورية فنزويلا البوليفارية، وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: قد أثبتت تطوّرات الأحداث وردود الفعل في واشنطن أن الإدارة الأميركية ماضية في سياستها لزعزعة الاستقرار في فنزويلا، واستعمال كل الأسلحة التي في حوزتها، بما فيها الحصار الاقتصادي، للانقلاب على خيارات الشعب الفنزويلي، وتحويل فنزويلا إلى دويلة تدور في فلك السياسة الأميركية، وانطلاقاً من ذلك فإن فشل المحاولة الانقلابية يمثّل صفعة شديدة للإدارة الأميركية وفشلاً ذريعاً لسياساتها.
وأوضح المصدر أن الجمهورية العربية السورية إذ تجدّد تضامنها الكامل مع فنزويلا الصديقة، قيادة وحكومة وشعباً، فإنها تؤكد ضرورة وقف التدخل الأميركي التخريبي في شؤون فنزويلا، معربة عن ثقتها بأن الشعب الفنزويلي وقيادته سيفشلان السياسة الأميركية الرعناء، وبإعادة الأمن والاستقرار على أساس احترام الشرعية الدستورية، ووقف كل أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية والقرار المستقل لجمهورية فنزويلا البوليفارية.
في الأثناء أعلن الرئيس الفنزويلي إفشال محاولة الانقلاب، التي نفذتها مجموعة صغيرة من العسكريين المؤيدين للمعارضة اليمينية المدعومة من واشنطن، متوعّداً المتورّطين بملاحقات جزائية، ومتهماً الولايات المتحدة وكولومبيا بالوقوف وراءها.
وقال مادورو، خلال خطاب ألقاه من القصر الرئاسي في كراكاس، إن “ما جرى لن يظل من دون عقاب.. ولقد تحدّثت مع النائب العام وعيّنت ثلاثة مدّعين عامين.. وهم بصدد استجواب كل الأشخاص الضالعين”، موضحاً أن المدعين العامين سيطلقون ملاحقات جزائية بالجرائم الخطيرة التي ارتكبت ضد الدستور ودولة القانون والحق في السلام.
وهنأ مادورو القوات المسلحة على إفشالها محاولة هذه المجموعة الصغيرة التي كانت تعتزم إشاعة العنف في البلاد.
وفي سياق متصل، ردّ الرئيس الفنزويلي على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التي زعم فيها أن “مادورو كان يستعدّ لمغادرة فنزويلا صباح أمس، وإن موسكو منعته من ذلك”، وقال مادورو: “لم تشهد الولايات المتحدة من قبل مثل هذه الحكومة المجنونة.. كم من الحقد والكراهية في نفوس مسؤوليها.. إلى أي مستوى يمكن أن يصل عدم الإحساس والجنون والكذب والتلاعب”، مضيفاً: “في المساء قال بومبيو: إن لدي طائرة جاهزة للانطلاق ولكن الروس منعوني من مغادرة البلاد.. من فضلك لا تتمادى في التفاهة يا بومبيو”، واصفاً مزاعمه بأنها “كذب فاضح”، وقائلاً له: “كفى تفاهةً سنيور.. أرجوك، هذه مزحة حقاً”، وشدّد على أنّ “أحداً لم يستطع السيطرة على قاعدة لاكارلوتا”، مؤكداً أنها كـ”بقية القواعد العسكرية في البلاد بقيت موالية للثورة”.
يذكر أنّ وزير الخارجية الأميركي زعم أن “مادورو كان على وشك مغادرة بلاده إلى كوبا للعيشِ فيها منفيّاً”، واعتبر “أنّ أنظمة “صواريخ إس-300 الروسية التي يملكها الجيش الفنزويلي لا يمكنها عرقلة عملية عسكرية أميركية محتملة ضدّ مادورو في حال جرى اتخاذ خيار الحل العسكريّ”.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الولايات المتحدة الأميركية تستخدم التضليل كجزء من الحرب الإعلامية ضد فنزويلا. وتعليقاً على مزاعم بومبيو، قالت زاخاروفا: “تبذل واشنطن كل ما في وسعها لإحباط الجيش الفنزويلي، والآن تستخدم التضليل كجزء من حرب المعلومات”.
وفي المواقف الدولية، أكد الرئيس البوليفي إيفو موراليس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فشل مجدّداً في انقلابه العدواني بفنزويلا، وأعرب، في تغريدة له على موقع تويتر، عن أسفه لأن بعض الدول لا تزال تدعم الولايات المتحدة وتتماشى معها رغم وقوفها وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في فنزويلا، وقال: “للأسف هناك مجموعة من الحكومات أخطأت وقامت بتأييد الانقلاب.. يجب دائماً المراهنة على السيادة والسلام.. لقد أكد شعب فنزويلا بثقة أنه يسير على هذا الطريق ونحن ندعم أي مبادرة للحوار”.
بدورها، أعربت مجموعة الدول الأعضاء في التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية اللاتينية (ألبا) عن رفضها الشديد لمحاولات انتهاك النظام الدستوري والانقلاب على الحكومة الشرعية في جمهورية فنزويلا البوليفارية، وأكدت أنه “من الواضح أن الأحداث التي جرت في الساعات الأولى هي محاولة انقلاب بقيادة قوى سياسية متطرفة من اليمين الفنزويلي وبالتواطؤ مع الأعداء التاريخيين لسيادة شعوبنا في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي”.
وشجبت “ألبا” هذه المحاولة الانقلابية الجديدة ضد الحكومة البوليفارية في فنزويلا، مطالبة بالاحترام الكامل للنظام الدستوري وسيادة القانون، ومحذّرة من عواقب مثل هذه المحاولات على الوضع في أمريكا اللاتينية، وطالبت المجتمع الدولي بأن يكون يقظاً تجاه تطور الأحداث في فنزويلا، داعية شعوب أمريكا اللاتينية إلى الدفاع عن استقلال وسيادة أوطانها.
وتضم دول “ألبا” كلاً من فنزويلا وكوبا وبوليفيا والإكوادور ونيكاراغوا ودولاً من منطقة الكاريبي هي الدومينيكان وسانت فنسنت والغرينادنيز وانتيغوا وباربودا.