المقاومة في غزة تجبر الاحتلال على قبول “اتفاق التهدئة”
بعد ثلاثة أيام من العدوان الوحشي على قطاع غزة المحاصر، والذي أدى الى استشهاد وإصابة العشرات بجروح وإلحاق دمار هائل بمنازل الفلسطينيين والبنية التحتية، أكد المتحدّث باسم الجبهة الديمقراطية وسام زغبر التوصل إلى اتفاق يشمل وقف العدوان الإسرائيلي، والتزام الاحتلال بتنفيذ إجراءات تخفيف الحصار على غزة، ويشمل فتح المعابر ووقف استهداف الصيادين والمزارعين والمتظاهرين في مسيرات العودة شرق القطاع.
وقبل إعلان “اتفاق التهدئة”، كثّفت قوات الاحتلال قصفها على مناطق متفرقة من غزة، فيما واصلت المقاومة استهداف المستوطنات، حيث ارتفعت حصيلة القتلى الإسرائيليين إلى أربعة، إضافة إلى أكثر من 200 مصاب، في وقت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 26 فلسطينياً بينهم 3 سيدات وجنينان ورضيعتان وإصابة 154 نتيجة التصعيد الاسرائيلي منذ يوم السبت.
وكان مصدر فلسطيني قال: “إنّ جهوداً كبيرة بذلت خلال الساعات الماضية قد تنتهي بعودة الهدوء”، مبرزاً أنّ الهدوء ممكن في حال كان متزامناً ومتبادلاً وشاملاً لإجراءات إنهاء الحصار”، وأضاف: “المقاومة الفلسطينية تتمسك بإلزام الاحتلال بوقف العدوان وإنهاء الحصار”.
وفي ردود الأفعال العربية على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أدانت أحزاب وهيئات لبنانية، حيث قالت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان في بيان: “إن العدوان الهمجي للكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إضافة إلى الحصار المطبق الذي تفرضه سلطات الاحتلال على الفلسطينيين براً وبحراً وجواً وسط صمت دولي وعربي يثبت أن الخيار الوحيد لردع العدوان ومنع تنفيذ ما يسمى “صفقة القرن” وإلغاء التسوية المذلّة مع العدو الإسرائيلي هو المقاومة لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
بدوره، أكد حزب الاتحاد اللبناني أن الاحتلال يواصل عدوانه على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في ظل صمت عربي ودولي بهدف إنهاء دور المقاومة والتمهيد لتمرير ما يسمى “صفقة القرن” والقبول بها كما يأتي تمهيداً لشن العدوان على لبنان لتغيير معادلة القوة، وقال في بيان: “إن هذا العدوان يشكّل انتهاكاً صارخاً وخطيراً للمواثيق الدولية واستهداف مقصود ومدروس للمدنيين والعزل ووسائل الإعلام، ما يشكّل جريمة حرب تستدعي إحالة مسؤوليه إلى المحاكم الدولية”، داعياً إلى تحرك عربي ودولي عاجل لدعم صمود أهلنا في فلسطين عامة وفي قطاع غزة خاصة.
بدورها، أدانت اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في بيان العدوان على القطاع، وطالبت المحافل الدولية والعربية بالتحرك، وعدم الاكتفاء ببيانات التنديد، والضغط على هذا الكيان ليرضخ للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
كما أدانت قيادتا رابطة الشغيلة وتيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية في لبنان العدوان الغاشم على غزة، مؤكدتين أن التصدي البطولي من قبل المقاومة الفلسطينية لهذا العدوان كرّس ويكرّس معادلة الردع في مواجهته.
وأوضحت القيادتان في بيان أن التصدي لهذا العدوان أثبت تجذر خيار المقاومة في غزة وتنامي قدراتها الردعية والتفاف كل فئات الشعب العربي الفلسطيني خلفها، ما وجّه ضربة موجعة لخيار المساومة والاستسلام والتخاذل الذي تقوده أنظمة الرجعية العربية لتمرير ما يسمى “صفقة القرن” وتصفية القضية الفلسطينية.
بدورها، أدانت حركة الأمة في لبنان هذا العدوان، مشيرةً إلى الصمت العربي المريب تجاهه والتواطؤ الأمريكي والغربي، ولفتت في بيان إلى أن زمن العربدة الصهيونية قد ولّى وأن المقاومة وحدها التي تشكّل الرد والردع الحاسم للعدو، وليس المفاوضات المذلة وصفقات الاستسلام والتسوية التي لا تحقق سوى الخيانة.
إلى ذلك، دعت وزارة الخارجية العراقية الأمم المتحدة إلى التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وجاء في بيان صدر عن المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف: “إن العراق يستنكر العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني ويدعو الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة إلى عقد جلسات طارئة لبحث تداعيات هذا العدوان، وإيقاف مسلسل العدوان والقتل بحق الفلسطينيين في غزة، وإصدار قرارات تجرم هذا العدوان وتحمي أرواح وممتلكات الشعب الفلسطيني”، وجددت موقف العراق الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بإنهاء الاحتلال وإيقاف الاعتداءات المتكررة.
يأتي ذلك فيما اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية في القدس المحتلة ومخيم العروب شمال الخليل ومدينة طولكرم ومخيمها بالضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 14 منهم.
واقتحم مستوطنون إسرائيليون قرية مادما جنوب نابلس بالضفة الغربية، وشرعوا بتجريف أراضي الفلسطينيين فيها، وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس: “إنّ جرافات المستوطنين شرعت بأعمال تجريف أراضي الفلسطينيين الزراعية في القرية بهدف الاستيلاء عليها”.