الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

منـــى واصــــف إبــــداع لا ينضــــــب

 

لم تكن هذه المرة الأم الحنونة وصاحبة القلب الطيب والأم الرؤوفة كما عودتنا، وإنما كانت الظالمة والقوية التي حاولت بكل جبروتها أن تقهر قلب “أم شاهين” في “الهيبة” لتنتقم لابنها المصاب بالعمى بسبب أعمال وأفعال ابن عمه. أمسكت “ناهد” المعول وحفرت قبراً وغطته بالتراب موهمة أمه التي تقف على باب البيت ويمنعها رجال ابنها “جبل” من الدخول إلى المنزل وهي تبكي وتتوجه بالدعاء عليها وعلى أولادها قائلة: “الله يحرمك ولادك”، وبقيت “ناهد” محافظة على رتابة الحدث دون أن تلتفت إليها أو يلين قلبها فهي أم مثلها مثل “أم شاهين” التي تطالب بجثة ابنها الوحيد.   في الحقيقة المشهد يبكي الحجر، وبالتأكيد كل من رآه تعجب وتفاجأ بصرامة وجبروت الفنانة القديرة منى واصف، التي يمتد تاريخها الفني على مدى 54 عاماً، إلا أنها لا تزال حتى اليوم تدخل قلوب الجماهير لتبقى متربعة على قمة النجومية، وحضورها القوي على الشاشة وشخصيتها كامرأة قوية ومسيطرة في مشهدها الرائع من “الهيبة 3 –الحصاد” ويمكن القول:

بالتأكيد رفعت القبعة لها مرات عديدة، وستبقى هذه القبعة مرفوعة طالما أنها مازالت تبهرنا في كل مشهد تؤديه، وقد أجابت في أحد حواراتها “سأستمر في التمثيل إلى أن ينعدم شعوري بالسعادة بما أقدّمه من أعمال” ونحن نقول: الاعتزال سيبقى بعيداً عنك سفر سنين طويلة بعد سيطرتك على الجمهور ومنعه من تغيير المحطة ويبقى متسمراً أمام الشاشة لمجرد مرور اسمك لثوان في شارة العمل، فالإبداع منك والانبهار بك وجهان لسيدة مبدعة هي منى واصف.

جمان بركات