كثرة التنظير
مرض خطير ابتليت به رياضتنا، ولا يبدو أنها ستجد دواءه في القريب العاجل، ويتمثّل في كثرة المنظرين، وقلة العاملين في مختلف المفاصل، فمع عودة النشاط الرياضي لطبيعته، بات هدف البعض تسجيل النقاط في مرمى كل من يعمل ويجتهد، بغض النظر عن أحقية الملاحظات، أو صحة الاتهامات.
فالمنظرون الذين يعششون حتى في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي لا تسمع منهم سوى الشكوى الدائمة، والانتقادات اللاذعة لكل شخص يعمل ويجتهد، حتى إن الأمر وصل بالبعض لمتابعة نشاطات بعض الاتحادات لتصيد الأخطاء، وتوجيه النصائح.
وأصعب ما في الموضوع أن مثل هذه الشخصيات تكون صاحبة فكر ورؤية ومبادرة عندما تكون خارج إطار العمل، ولكن بمجرد دخولها الأجواء واستلامها لمنصب ما تنسى كل النظريات، وتتناسى الوعود والكلام المعسول الذي كانت تدعيه، ويبدأ اللهاث على المصالح الشخصية.
بيع الكلام هو الشعار الذي ترفعه الكثير من كوادر رياضتنا، وخاصة في هذه الفترة التي تسبق الدورة الانتخابية الجديدة، فضمن الاتحاد الواحد يمكن أن يلمس المتابع الطبيعي وجود تباينات، واصطياد الأخطاء، وكل ذلك في سبيل البقاء في قيادة هذه الألعاب بغض النظر عن الطريقة.
عموماً رياضتنا تعيش في ظل وجوه محددة في كل لعبة، مع الظروف التي أدت لابتعاد بعض الكوادر، والانقسام الحاصل بين منظر وعامل ليس له حل في الأفق المنظور إلا إيجاد طريقة جديدة لانتقاء الكوادر بعيداً عن الانتخابات التي لم تفرز ولن تفرز الأفضل، بل زادت من هموم رياضتنا المثقلة بالمتاعب.
مؤيد البش