الاتصالات على محك تنفيذ مشروع استراتيجي يربط سورية “ضوئياً” بعدة دول

دمشق – محمد زكريا

كشف تقرير صادر عن وزارة الاتصالات والتقانة عن تنفيذ مشروع استراتيجي مهم، هو عبارة عن مد كبل ضوئي يربط سورية والإمارات والسعودية وتركيا والأردن، ليكون مساراً بديلاً في حال انقطاع الانترنت بالكوابل البحرية، وبحسب المعنيين في الوزارة فإن هذا المشروع يحمل أبعاداً تشيرُ إلى أن قطاع الاتصالات يخطو بثقة نحو تجاوز مفرزات الحرب والتخطيط الاستراتيجي لمشاريع ستحقق ريعاً اقتصادياً يسهم بشكل كبير في دعم عملية التنمية، موضحين أن هذا المشروع يحقق إيرادات كبيرة جداً من الممكن توظيفها في إعادة تأهيل البنى التحتية في قطاع الاتصالات الذي وصلت خسائره خلال فترة الحرب إلى حدود /500/ مليار ليرة.
وفي سياق آخر يشير تقرير صادر عن الوزارة حصلت البعث على نسخة منه، إلى الجهود المكثفة التي رمت إلى تأهيل وتوسيع شبكات الاتصالات وإعادة خدماتها، حيث أثمرت هذه الجهود عن إعادة /48/ مركزاً للخدمة، /10/ منها في حلب و/9/ في الحسكة و/8/ في ريف دمشق و/7/ مراكز في درعا ، و/5/ في محافظة حماة.
وحسب مدير فرع الشركة السورية للاتصالات بريف دمشق جمال القالش فإن هناك أكثر من نصف مليون رقم هاتفي خارج الخدمة خلال السنوات الخمس الماضية، توزعت على 16 مركزاً هاتفياً في المحافظة، منها مراكز هاتف مدن (دوما وحرستا وسقبا وزملكا والمليحة ودير العصافير وحران العواميد والنشابية والشوفونية..)، مشيراً إلى أن الفريق الفني استطاع إعادة الاتصالات السلكية الأرضية لثلاث مناطق في الغوطة الشرقية، وهي سقبا وزملكا وحرستا، وتأمين خدمة الاتصالات لباقي المناطق الأخرى المحررة عن طريق خدمات الاتصالات اللاسلكية، إضافة إلى تنفيذ شبكة فرعية في مركز ضاحية الأسد، وشبكات فرعية ورئيسية في مراكز القطيفة ومنين وجرمانا وحفير الفوقا وشبكة ضوئية رئيسيّة وفرعيّة في مركز الغزلانية، في حين تجاوزت نسبة التنفيذ في مركز قطنا /70%/.
مدير فرع الشركة السورية للاتصالات في حلب المهندس سيف الدين الحسن بين أنه تم إعداد الدراسات الفنية اللازمة لإعادة تأهيل /15/ من المراكز المتضررة في حلب وريفها الجنوبي، إضافة إلى تأمين الخدمة الهاتفية والإنترنت في المنطقة الصناعية في الكلاسة والانتهاء من توصيل الشبكة الرئيسة والفرعية في الريف الشرقي، وتوسيع مراكز هاتف السليمانية والجميلية ونبل والأشرفية، حيث يجري العمل على تخديم كل المناطق المحررة في المدينة تباعاً نظراً لحجم التخريب الكبير الذي تعرضت له مراكز الاتصالات من تدمير وسرقة للتجهيزات الفنية والكبلات النحاسية والبنى التحتية.
وبعد انقطاع الخدمة عن المحافظة لأكثر من سبع سنوات جراء تخريب الكبل الضوئي أوضح مدير فرع الشركة السورية للاتصالات في الحسكة الدكتور جميل بلال أنه تم تشغيل نحو ألف بوابة إنترنت (أي دي اس ال) في المحافظة وتخصيصها للدوائر الرسمية كمرحلة أولى لتسهيل وإسراع إصدار بعض الوثائق الرسمية التي يحتاجها المواطن، ليتم في وقت لاحق تزويد الجهات العامة والمشتركين بعد تجهيز الكبل الضوئي الواصل بين محافظتي الحسكة ودير الزور .
ووصلت نسبة الدمار لقطاع الاتصالات في دير الزور إلى /90%/، وأنه بعد انطلاق برنامج العمل الحكومي للمحافظة لاقى هذا القطاع مزيداً من الاهتمام ولاسيما لجهة إعادة تأهيل المقاسم المدمرة بالكامل في الريفين الشرقي والغربي ووضعها في الخدمة، حيث أوضح مدير فرع الشركة السورية للاتصالات في دير الزور رمضان الضللي أن عمليات إصلاح الكبل الضوئي بين دير الزور ومدينة البوكمال مروراً بمدينة الميادين تجري بشكل مكثف للانتهاء من إصلاح المقاطع التالفة في الخط الضوئي لإيصال الإنترنت إلى الريف الشرقي وبدء التسجيل على البوابات وتركيبها بعد تشغيل جميع المقاسم الجاهزة للعمل.
أما في محافظة حماة فيواصل فرع الشركة السورية للاتصالات تنفيذ المشاريع الخدمة الهاتفية لكل القطاعات في الريف والمدينة وخاصة المناطق التي لحقت بها الأضرار جراء الإرهاب، حيث أشار مدير الفرع المهندس منيب الأصفر إلى الانتهاء من مد كبل ضوئي لتغذية منطقة الخرسان التابعة لناحية الحمرا في ريف المحافظة الشرقي بطول 10كم وبكلفة 25 مليون ليرة، والمباشرة بأعمال تأهيل الشبكة الرئيسية والفرعية في المنطقة لتدخل الخدمة خلال شهر آذار المقبل.