ثقافةصحيفة البعث

استعداداً لتقديم حفلها في دار الأوبرا.. أوركسترا شام الإيقاعية حالة فنية استثنائية

تستعد أوركسترا شام الإيقاعية بقيادة الفنان علي أحمد لتقديم حفل في دار الأوبرا بتاريخ 22 أيلول الحالي، وستُقدَّم في الحفل أعمال مؤلفة بمشاركة الفنان كمال سكيكر، حيث يقدم عملاً من تأليفه وبأداء منفرد منه، وكذلك فارس الدهان على آلة الدرامز، وهناك أعمال موزعة وأخرى كلاسيكية تمت قولبتُها كي تناسب طبيعة هذه الأوركسترا، كما يضمّ الحفل أعمالاً من توزيع علي أحمد وداني حداد. ويؤكد أحمد في حواره مع “البعث” أنه تمّ الحرص على تقديم برنامج منوع من أجل اكتشاف إمكانيات الأوركسترا التي وصلت إلى مرحلة تستطيع فيها أن تقدّم بشكل احترافي وفني كل ما هو عالي المستوى، مشيراً إلى أنها باتت تشكّل حالة فنية وثقافية بتشكيلاتها الموسيقية، مبيناً أن ما تقدمه الأوركسترا يقدَّم عادةً في أوربا ضمن حفل بمدة زمنية لا تتجاوز الثلاثين دقيقة أو ضمن مشاركة معينة في مهرجان، في حين استطاعت أن تقدم حفلات عديدة خاصة بها. من هنا كان من الضروري –برأيه- تأسيس الأوركسترا كحالة ثقافية استثنائية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وهي التي تأسّست كفرقة في العام 2014 وكانت لها مشاركات عديدة، والبداية كانت في مراكز الإيواء ضمن مشروع الدعم النفسي للأطفال إلى أن رأت النور بشكل رسمي في دار الأوبرا عام 2016 من خلال تقديم حفلات متكاملة، وقد أُطلق عليها اسم “شام” لتزامن انطلاقتها مع الظروف التي كانت تعيشها سورية خلال فترة الحرب، ولا يخفي أحمد أن مشكلات كثيرة رافقت بدايات تأسيس الفرقة، أهمها عدم وجود طاقم فني خاص بها فانطلقت تحت اسم “مجموعة شام الإيقاعية” وضمّت علي أحمد وخريجاً أكاديمياً واحداً وعازفة البيانو سفيتلانا الشطة، وكانت المجموعة تقدم حفلات قليلة، وتدريجياً كان علي أحمد يدعم هذه الفرقة بطلاب يدرسون في المعهد العالي للموسيقا، موضحاً أن الفرقة مرت بمراحل كثيرة، وكانت لكل مرحلة ظروفها وصعوباتها، لكن شيئاً فشيئاً ازداد فيها عدد الأكاديميين وكان يرافق ذلك تطورها على صعيد الشكل الفني.

نقلة نوعية

ويبيّن علي أحمد أنه وفي البدايات كانت الفرقة تقوم باختيار أعمال موسيقية تتناسب مع الإمكانيات الفنية وعدد العازفين فيها في ظل عدم توفر بعض الآلات في دار الأوبرا، ولكن تدريجياً توفرت هذه الآلات الإيقاعية بأعداد هائلة في دار الأوبرا، مؤكداً أنه لولا دعم الدولة ما كان للفرقة أن ترى النور، مع إشارته إلى أن النقلة النوعية في مسيرة الفرقة كانت عام 2018 حين تحوّلت “مجموعة شام الإيقاعية” إلى أوركسترا، حيث شكَّل ذلك تحولاً كبيراً في آلية عملها فأصبحت قادرة على تنفيذ بعض الأعمال الغربية لفرقة أوركسترالية وعدد من الأعمال لفرقة عربية بعد كتابتها للأوركسترا الإيقاعية ليتمّ تنفيذها بآلات إيقاعية، وهذه المرحلة برأي أحمد أسهمت في إثبات وجود الأوركسترا بعد أن أنجزت الكثير من الأعمال التي كُتب جزء منها خصيصاً لها بعد توزيعها بطريقة جديدة وحديثة وبشكل أكاديمي واحترافي، مؤكداً أنه لو كانت الظروف في سورية أفضل مما كانت عليه حينها لكانت الأوركسترا مشروعاً بارزاً على مستوى العالم، وهي التي نجحت في تقديم تجارب مختلفة وغريبة للجمهور.

الظهور المتكرر

وعلى الرغم من كل النجاح الذي حقّقته الأوركسترا إلا أن عقبات عديدة تواجهها، أهمها عدم الظهور المتكرر، حيث كانت الفرقة في بداية تأسيسها تقيم حفلتين أو ثلاث حفلات في السنة، لكن نشاطها الحالي يكاد يقتصر على تقديم حفلة واحدة فقط. من هنا يؤكد أحمد أن الارتقاء بالأوركسترا يستوجب الظهور المتكرر، وألا يكون هذا الظهور من خلال دار الأوبرا فقط، مع إشارته إلى أنه كانت هناك خطة لتقديم حفلاتها في المحافظات، لكن الوضع الحالي لا يسمح بذلك لعدم توفر الإمكانيات المادية.

تجارب جديدة

ويختتم علي أحمد كلامه بالتأكيد أن الأوركسترا اليوم، وبعد أن كان يتمّ اختيار ما يتناسب معها، قادرة وبكل ثقة على تقديم العديد من التجارب الجديدة حرصاً على أن يكون كل حفل من حفلاتها مختلفاً عما سبقه، وأن الجمهور الذي اعتاد في فترة من الفترات على وجود أوركسترا السيمفونية وأوركسترا الموسيقا العربية، اعتاد اليوم أيضاً على وجود الأوركسترا الإيقاعية التي سيتمّ تغذيتها بشكل دائم من طلاب وخريجي المعهد العالي للموسيقا، وقد أسعده جداً مؤخراً تخريج دفعة 2020 من طلاب المعهد بحضور وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح وعميد المعهد المايسترو عدنان فتح الله والمايسترو أندريه معلولي مدير عام دار الأسد للثقافة والفنون ورؤساء الأقسام في المعهد وأعضاء الكادر التدريسي، لأنهم سيرفدون المشهد الفني الثقافي السوري بمواهب وإمكانيات جديدة، شاكراً كذلك عازفة البيانو سفيتلانا الشطة التي ترافق مسيرة الفرقة منذ بداياتها الأولى وعازف الغيتار باسم الجابر الذي يرافقها منذ أن تحوّلت إلى أوركسترا.

أمينة عباس