الممثلون.. وتقديم البرامج في رمضان
مازال هاجس الحصول على لقب الفنان الشامل يسكن أغلبية الفنانين وهو هاجس ليس بالجديد على نجومنا، إذ اقتحمه ممثلون وممثلات سوريين وعرب كثر سواء عن طريق الجمع بين التمثيل والكتابة والتأليف والإخراج وكذلك التقديم التلفزيوني، وهو بالطبع ليس حالة سلبية إلا أن اللافت وبقـــوة في هذا الموسم الرمضاني ظاهرة “تحول الممثلين إلى مقدمي برامج” فمعظم البرامج التي تعرض على القنوات السورية -إذا لم يكن جميعها- على اختلاف أنواعها الترفيهية والحوارية والمسابقات يقدمها نجوم سوريون، ولا يمكن على الإطلاق أن ننكر أن الممثلين السوريين أبدعوا وحلقوا في عالم التمثيل وأعطوا دروساً يحتذى به في النجاح والإبداع وربما لذلك يحاولون في هذا الموسم الرمضاني أن يطرقوا أبواب تقديم البرامج، وبالطبع من حق من يمتلك حب الجمهور والشهرة والكاريزما والحضور أن يستثمر هذه المفاتيح لتحقيق الجماهيرية في مجال إضافي آخر كتقديم البرامج التلفزيونية، ناهيك عن أن النجم هو ورقة رابحة تضمن المتابعة وتحقيق أعلى نسب مشاهدة لتلك البرامج التي تصبح غالباً أكثر لطفاً وقرباً إلى الجمهور بوجوده، لكن السؤال الذي يحضر ألا يخشى الفنان على نجاحه في عالم التمثيل من مغامرة التقديم التلفزيوني المباشر الذي يحتاج إلى الكثير من مهارات التواصل والانتقال بين الفقرات والحفاظ على حالة التشويق، خاصة وأن التقديم التلفزيوني علم وفن قائم بحد ذاته!!، وماذا عن مقولة “اعط الخباز خبزه ولو أكل نصفه” أو لم يكتف الإعلام باستبعاد الكثير من أصحاب الشهادات من مكانهم الحقيقي في العمل التلفزيوني، بل إنه في هذه المرة ذهب إلى أبعد من ذلك باستبعاد أصحاب الخبرات من أهل بيته واستبدالهم بكل بساطة -وحتى وإن كنا نعلم أن هذا يحدث لفترة مؤقتة ولضرورات تفرضها المنافسة الرمضانية- إلا أنه في الـنهاية لن يصح إلا الصحيح.
لوردا فوزي