سورية في بينالي فينيسيا
أكسم طلاع
بعنوان “الحضارة السورية قائمة” افتتح الجناح السوري في بينالي فينيسيا الدولي للفنون الذي يقام حاليا ممثلاً بنخبة من الفنانين السوريين وهم سعد يكن- سائد سلوم– عبد الله أبو عسلي– إبراهيم الحميد وعماد كسحوت مدير مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة، هذا المهرجان الدولي المتخصص بالفنون البصرية والذي يعد من أقدم وأعرق المهرجانات الفنية التشكيلية في العالم انطلق سنة 1895، وتحرص سورية على المشاركة الدائمة في هذا الملتقى لما يمثل من قيم سلام وحوار حضاري بين الشعوب.
إلا أن الطابع العام لهذا الحدث الثقافي يقوم على من ترشحهم هذه الدول من فنانيها الذين يمثلون مستواها التشكيلي وفق مقتضيات فنية معاصرة تفرضها الأحداث العالمية كالسياسة والحروب والبيئة والكوارث الطبيعية، هذه التحولات الكبيرة تفرض تقديم لغة ومفهوم جديد للعمل البصري مع السماح باستخدام كل الأدوات والتقنيات الحديثة وإعادة تدوير المواد وبناء الأعمال التركيبية والمفاهيمية، وبالمحصلة تكون لغة المفهوم واضحة وصريحة تعبر عن الجهة المشاركة بشكل مباشر وتنتسب إلى التعبير عن التحولات الثقافية الجديدة في هذه الجغرافية من العالم، على سبيل المثال قدم الفنان العراقي سيروان باران لوحته الجدارية التي تمثل جنوداً في بدلاتهم الخاكية يستلقون حول وجبات طعامهم المؤلفة من صحن وقطعة خبز في رمزية بليغة وجارحة عن فترة عاشها وطن الفنان من حروب متلاحقة وصراعات عسكرية.
وبالعودة للمشاركة السورية التي اقتصرت على الصيغة التقليدية للوحة الحامل التي يغيب عنها هاجس المعاصرة –وهذا لا يعني تواضع مستوى المشاركة السورية- بل تقليدية الأعمال الفنية وتخلف بعضها تجعل من الغياب أفضل، فلا يمكن أن نكتفي بعنوان المشاركة النبيل حتى يكون غطاء لتمرير العادي والبسيط والسياحي من اللوحات لأن فنون الشعوب مرآتها النظيفة، فماذا يمكن أن يقدمه الفنان السوري بعد ثماني سنوات من حرب ظالمة وظلامية شارك فيها دول كثيرة واستخدمت أدوات عسكرية وإعلامية كبيرة أدت لخسائر طالت كل البلاد وأهلها، بالطبع ستكون لنا لغة جديدة من الفنون يميزها التجاوز وتعززها قيم الأصالة والهوية والتنوير، والمأمول من طلائع فنانينا التشكيليين تقديم فنون شجاعة واثقة ومنافسة ورديف لمقومات الانتصار، حينها نكون سفراء حقيقيين لبلداننا وشعوبنا.