إيران تبدأ بتعليق بعض التزاماتها النووية
رداً على الإجراءات الأمريكية ضدها، أعلنت إيران أن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف سيعقد لقاء مع وزراء خارجية الدول الأوروبية الموقّعة على الاتفاق النووي إضافة للاتحاد الأوروبي، لينقل لهم وجهة نظرها حول مصير الاتفاق، فيما أعلن مصدر مطّلع في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بدء تنفيذ الإجراءات المرتبطة بوقف بعض التزامات إيران ضمن الاتفاق النووي، وفق ما أكّد عليه بيان المجلس الأعلى للأمن القومي الأسبوع الماضي، ولفت إلى أنّ طهران بدأت عملياً زيادة مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب والاحتفاظ بذخائرها من الماء الثقيل، كما أشار إلى وقف البرامج المتعلقة بمراعاة سقف إنتاج اليورانيوم المخصب، وكذلك إنتاج الماء الثقيل على نحو غير محدود في منشآت آراك، وأوضح أن برامج ستعلن قريباً لتفقّد ممثلي وسائل الإعلام منشآت نطنز وآراك.
وأعلنت إيران مؤخّراً وقف تنفيذ بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، بعد أن أقدمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق النووي، وفرضت عقوبات اقتصادية جائرة على إيران تتعلق بمنع تصدير النفط الإيراني، وذلك في خطوة تؤكد استمرارها في سياساتها الابتزازية تجاه الدول والشعوب الرافضة للهيمنة والاستغلال.
إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران قادرة على العبور من المشاكل التي تواجهها ببذل التضحيات وإبداء المزيد من الوحدة، وقال: إن الأميركيين بحساباتهم الخاطئة تصوّروا أن بإمكانهم اخضاع الشعب الإيراني في غضون أشهر، وحدّدوا لهذا الأمر مواعيد، إلا أن هذا الشعب بصموده وثباته ومقاومته أفشل مخططاتهم.
وأضاف روحاني: إننا قادرون على التعويض عن العوائد النفطية بعوائد صادرات السلع غير النفطية، مؤكداً أن الشعب والقيادة والحكومة والبرلمان في إيران تمكّنوا من إحباط مخططات العدو وخداعه، وأشار إلى المهلة التي حددتها إيران للأطراف الأوروبية للعمل بتعهداتها ضمن الاتفاق النووي خلال 60 يوماً، وقال: إن إيران أوقفت الالتزام بتعهدين لها في إطار الاتفاق النووي منذ الـ 8 من أيار، وستوقف العمل بتعهدين آخرين بعد انقضاء هذه المهلة، فيما لو لم تنفيذ الأطراف الأوروبية تعهداتها.
وفي السياق ذاته دعا السفير الإيراني لدى بريطانيا حميد بعيدي نجاد الدول الأوروبية إلى المجازفة، وتحمّل بعض المخاطر لإنقاذ الاتفاق النووي، وقال: إن إيران لم تحصل على أي فوائد من التزامها بتعهداتها في الاتفاق النووي، وبالتالي فإن على الأوروبيين أن يبذلوا مزيداً من النشاط، وأن يتحمّلوا بعض المخاطر، لأن إنجاز هذه المهمة بالحفاظ على الاتفاق ليس بالأمر الهيّن.
إلى ذلك، أكد محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، أن بلاده لن تتراجع عن مهلة الستين يوماً أو عن تخفيض التزاماتها في الاتفاق النووي، وقال: “بعد انتهاء مهلة الستين يوماً سنقوم بإجراءات إضافية في تخفيض التزاماتنا في الاتفاق النووي”.
وكان الاتحاد الأوروبي، مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا، قد أكدوا تمسّكهم بالاتفاق النووي، ومعارضة إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران، لكنهم رفضوا في نفس الوقت مهلة الستين يوماً التي عرضتها طهران على الأوروبيين لتنفيذ التزاماتهم بموجب الاتفاق النووي.
بالتوازي، أكد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي أن الشعب الإيراني سيذيق الجبهة الأمريكية-الصهيونية مرارة الهزيمة، وقال خلال ملتقى بالعاصمة طهران: إن إيران اليوم تواجه حرباً شاملة، مضيفاً: إن حرب اليوم تختلف عن مرحلة الدفاع المقدّس في أننا اليوم لا نشهد بالظاهر عمليات عسكرية من قبل العدو الغادر، بل نرى أن العدو يستخدم جميع إمكاناته وأدواته ومؤامراته ليستهدف مقاومة شعبنا عبر دب الرعب في المنطقة، وأوضح أن الأمريكيين لم يدخروا طيلة 40 عاماً أي مؤامرة أو فتنة ضد إيران، مبيناً زيف الشعارات التي يطلقها الأمريكيون حول دعم الشعب الإيراني. وأشار العميد حاتمي إلى أن الشعب الإيراني كما السابق سيجتاز هذه المرحلة مرفوع الرأس، وسيذيق الجبهة الأمريكية-الصهيونية طعم مرارة الهزيمة، وشدّد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ذروة استعدادها الدفاعي والعسكري لمواجهة أي تهديد.