دفع ثمن التقصير الإداري.. هبوط مؤلم لأزرق دمشق والعلاج مطلوب بالسرعة القصوى
تهاوت قلعة المجد الكروية لهذا الموسم، وهبط الفريق بتاريخه العريق إلى الدرجة الأولى بعد نحو عشرين عاماً ضمن فرق الدرجة الممتازة، ولم يشفع له فوزه بثنائية نظيفة على النواعير، لتعلو صيحات الاستهجان بوجه المبررات الواهية، والأعذار المنقوصة التي سارع القيّمون على اللعبة في النادي لإطلاقها فور انتهاء الرحلة كحركة استباقية خائبة لامتصاص غضب شارع عشق الكرة المجداوية بحلوها ومرها.
هبط المجد رغم وابل الفرص التي أتيحت له لتدارك تراجعه على سلّم الترتيب، ربما لعب الحظ دوراً ثانوياً به ضمن دوامة المشاكل والاتهامات التي أحاطت بقضية الهبوط، ولكنه ليس عذراً يغطي على أخطاء الإدارة في إعداد فريق لديه نية المنافسة بداية، حيث ظهر الفريق منذ المباراة الأولى لهذا الموسم والشيب سمة تعاقداته، فمن يرد ضخ دماء جديدة وفاعلة لا يتعاقد مع لاعبين على حافة الاعتزال كرجا رافع، وعلي دياب، رغم المردود المقبول الذي قدماه على طول الموسم، كما تؤكد إقالة المدرب عماد دحبور قبل جولتين من ختام الدوري لامبالاة الإدارة بالنتائج، والمستوى الهزيل الذي وصل إليه الفريق، لأن من يحمل عبء النادي ولو بمقدار ذرة ما نكس رايته كل هذه الجولات، وحملها في نهاية المعركة محاولاً تكرار معجزة الموسم الماضي، وربما كانت إقالة الدحبور، مع قلة إمكانيات اللاعبين وانتهاء مرحلة الذهاب على أبعد تقدير، قد أثمرت استمرارية في الدرجة الممتازة، وعلى ذكر الدحبور، بدا وكأنه يعيش ببرج عاجي متعالياً على الإعلام حتى أصبح التواصل معه أصعب من التواصل مع رئيس النادي.
ودائماً ضمن النوايا، يحضر سؤال محق: أين لاعبو فريق الشباب الذين فازوا في بطولة دمشق العام الماضي؟ ألم يكن بالإمكان الاستعانة بأميزهم لتدعيم صفوف فريق الرجال، والإقلاع تدريجياً مع الفريق؟.. يبدو كأن الإدارة الحالية تسير على خطا الإدارات التي ألغت ألعاباً هامة تميز بها النادي، كفاجعة كرة الطاولة، فبعد أن كان المجد بطل سورية في هذه الرياضة تم إلغاؤها عبر إدارات النادي المتعاقبة، وكذلك الأمر بالنسبة لكرة السلة، فقد كان الفريق ضمن الدرجة الأولى، وخرج منه لاعبون مميزون أمثال محمد خليفة.
وبالعودة إلى حجة الحظ، أهدر المجد ركلات جزاء بالجملة هذا الموسم لو حقق نصفها لما وصلت الأمور لما آلت عليه، ولكن المتابع لتمارين الفريق يعرف أن اللاعبين دون استثناء كانوا يتدربون، وخصوصاً في آخر جلسة تدريبية قبل كل مباراة على تسديد ضربات الجزاء، والغريب أن أغلب التسديدات كانت تصيب هدفها، فلم هذا الإخفاق في المباريات الرسمية، أم أن هناك ما كان يجري وراء الكواليس؟!.
أما العذر الأقبح على الإطلاق فكان الأزمة المالية، نعم ناد يضج بالاستثمارات والمداخيل يعاني من قلة في الموارد، وهنا يجب التنويه إلى أننا لسنا ضد الاستثمار على العكس تماماً، ولكن أن يصب في مصلحة الألعاب التي تمارس في النادي، وخاصة تلك التي ظهر فيها لاعبون واعدون، لا أن يكمّوا أفواه المنتقدين بعقود عدمها أفضل، فتكفي زيارة لمقر النادي حتى نرى حجم هذه الاستثمارات، طبعاً لا ننسى مقر الصالحية الذي كانت تمارس فيه كرة الطاولة، والآن هو مستثمر أيضاً، فلم تم التقصير في تحضير فريق منافس، وكان الأجدى بهم أن يقوموا بتعاقدين مثمرين على الأقل؟!.
ختاماً لا يسعنا إلا التمني بأن تستيقظ النفوس النائمة عن تأدية واجبها تجاه عراقة النادي، وعشاق كرته الأصيلة، ليعود مرة أخرى ويكون له من اسمه نصيب في الدوري الممتاز في الموسم بعد القادم.
سامر الخيّر