الشرطة الأمريكية تنتهك حرمة السفارة الفنزويلية في واشنطن
في انتهاك سافر لكافة المواثيق والأعراف الدولية، اقتحمت الشرطة الأمريكية، أمس، السفارة الفنزويلية في واشنطن لاعتقال ناشطين مؤيدين للرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، حاولوا منع السلطات من السيطرة على المبنى، وأكد النشطاء أن هذا الإجراء “انتهاك مطلق لاتفاقية فيينا وأمر مخجل”، وشدّدوا على أن الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي، واعتقلت الناشطين بصورة غير شرعية.
وأقامت مجموعة من النشطاء الحقوقيين الأمريكيين داخل السفارة، منذ 24 نيسان، بدعوة من الدبلوماسيين الفنزويليين، لمنع الولايات المتحدة وما تسمى “المعارضة الفنزويلية” من السيطرة على المبنى.
وقالت مدية بنيامين، وهي إحدى الناشطات المشاركات في المظاهرة المؤيدة لمادورو عبر موقع تويتر: “اقتحمت الشرطة السفارة، واعتقلت مجموعة حماية السفارة، وهم أربعة أشخاص، في انتهاك لاتفاقية فيينا”، واصفة الأمر بالمخجل.
وفي وقت لاحق أفادت مصادر بأن قوات الشرطة الأميركية فشلت في إخلاء جميع النشطاء المعتصمين في السفارة الفنزويلية بواشنطن، بعد اقتحام هذه القوات للسفارة واعتقال بعض النشطاء، وأضافت: إن الحرس الرئاسي الأميركي شارك في اقتحام السفارة، وإن مشاركة الحرس الرئاسي تشير بوضوح إلى أن عملية الاقتحام أتت بقرار من البيت الأبيض، وتابعت: إن الشرطة منعت الصحافيين من الوصول إلى موقع قريب من السفارة، التي سيطر عليها نشطاء موالون للرئيس مادورو قبل أيام، وطردوا ممثلي المعارض خوان غوايدو.
واعتبرت المحامية في القانون الدولي ايزابيلا فرنجية أن الولايات المتحدة تخرق القانون الدولي باقتحام السفارة الفنزويلية، وأنها “تعتمد الغطرسة، ولا تعطي أي قيمة للقانون الدولي”، وأضافت: إن الشرطة الأميركية انتهكت السيادة الفنزويلية باقتحام السفارة في واشنطن.
إلى ذلك قال مادورو في خطاب متلفز: “لقد انتهكوا حرمة السفارة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسؤول في نظر القانون الدولي عن هذا الانتهاك الخطير، ليس فقط قانونياً، بل أخلاقياً أيضاً”، وأكد ضرورة احترام حصانة السفارة الفنزويلية والأرض القائمة عليها، مشيراً إلى أنه سيثير هذه القضية في المحافل الدولية.
وكانت السلطات الأمريكية حاولت طرد النشطاء المندّدين بسياسة واشنطن تجاه فنزويلا من مبنى السفارة عبر قطع الكهرباء أولاً، ثم قطع المياه، إلا أن النشطاء أصرّوا على البقاء داخل المبنى.
بالتوازي، علّق مادورو على قرار الولايات المتحدة حظر الرحلات الجوية إلى بلاده بالقول: إنها لم تؤذِ الفنزويليين فقط، بل أذت الأمريكيين والأجانب أيضاً.
وأعلنت إدارة الطيران المدني الأمريكية في الأول من أيار الجاري حظر التحليق لشركات الطيران الأمريكية فوق فنزويلا، لتعود وتعلّق أمس الأول الرحلات الجوية إليها.
وأشار مادورو إلى أن المتضرّرين من هذا الحظر هم الفنزويليون الذين يعيشون في الولايات المتحدة وفنزويلا.. الفنزويليون الذين لديهم عمل في أمريكا وأقارب أو لديهم الحق في السفر والإقامة بانتظام في أمريكا، بالإضافة إلى الكثير من الأمريكيين والأجانب الذين جاؤوا إلى فنزويلا وسافروا عبرها إلى أمريكا، وبالتالي تعليق هذه الرحلات تسبّب بضرر للطرفين وليس فقط للفنزويليين، وأضاف: “على ماذا حصلت إدارة الرئيس دونالد ترامب من إيقاف هذه الرحلات.. لقد تسبّبوا بضرر لأنفسهم وللمواطنين.. دونالد ترامب أنت معتدٍ، هاجمت حرية حركة المواطنين الفنزويليين والمواطنين في العالم كله من خلال حظر الرحلات الجوية.. أين هي الحرية التي تتحدّث عنها علانية”.
يأتي ذلك فيما كشف الممثل الدائم لفنزويلا لدى الأمم المتحدة خورخي فاليرو عن محاولات تقوم بها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” في فنزويلا لتحريض بعض القيادات العسكرية للبلاد، وقال خلال مؤتمر صحفي في جنيف: “إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد تغيير الأنظمة من خلال الانقلابات، ولهذا السبب يوجد أفراد وكالة الاستخبارات المركزية بأعداد كبيرة في فنزويلا، وتمت محاولات من جانب الـ “سي آي إيه” لرشوة ضباط بالجيش رفيعي المستوى، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل”.