الاستعجال يصطدم بإجراءات يصفها المديرون بالبيروقراطيةالاستجرار المركزي يفرِّغ المشافي الجامعية من السيرومات ويؤخر أصنافاً أخرى
دمشق – فداء شاهين
يواجه الاستجرار المركزي للأدوية والمستلزمات الطبية لجميع المشافي الجامعية عبر وزارة الصحة تحديات وإجراءات أدت لفقدان بعض الأصناف وتأخر غيرها، ومع أن هدف الاستجرار جاء لضغط النفقات وتخفيف الهدر، إلا أنه لم يخلُ من الاتهامات التي وجهت ونشرت مؤخراً حول ارتفاع أسعار الشراء.
وخلال متابعة “البعث” لواقع توفر الأدوية في المشافي الجامعية تبين وجود نقص لمادة الحمض الخاص بغسيل الكلية، وكذلك الأدوية الوريدية التي تعطى لمرضى العمليات الجراحية وغيرها؛ ما يضطر ذوي المريض إلى شرائها من خارج مكان العلاج، والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو كان الطلب على الأدوية مستعجلاً فكيف سيؤمن في ظل الإجراءات التي يصفها مديرون بالبيروقراطية، مطالبين بالسرعة في تأمين مستلزمات المشافي.
وزير التعليم العالي الدكتور بسام إبراهيم أوضح أن المناقصة المركزية وضع لها شروط مناسبة، والجهات المعنية بصدد تقييم هذه التجربة التي مضى عليها عدة أشهر. وبين أن المشافي الجامعية البالغ عددها 12 مشفى قدمت 15 مليون خدمة طبية وعلاجية للمرضى العام الماضي بوجود ألف طبيب، وبلغت نفقات الأدوية والمستلزمات الاستهلاكية 44 مليار ليرة، في وقت تم تركيب أربعة أجهزة مرنان من أحدث الأجهزة في الأسد الجامعي والمواساة وحلب وتشرين، إضافة إلى معالجة 400 حالة يومياً في مشفى البيروني.
وعلى الرغم من توقيع العقود إلا أن آلية التنفيذ كما يصفها مدير مشفى المواساة الجامعي الدكتور عصام الأمين بالبيروقراية الطويلة، كون الهيئة ترفع الحالة إلى وزارة التعليم العالي، ومن ثم ترسل إلى وزارة الصحة وبعدها تشكل اللجان لتوقيع العقد أو مخاطبة وزارة التعليم العالي لتوجيه الهيئة للتعاقد مع جهة معينة، وهذه خطوات طويلة والمشكلة أن المشافي توجد فيها منظومات إسعافية لا تتحمل التأخير في أي نوع من أنواع الأدوية الإسعافية، علماً أن بعض العقود تم تنفيذها وبعضها لم ينفذ وتوفرت المواد والمستلزمات ولكن بشكل متأخر “السيرومات، التخدير، الأدوية المحلية ، المضادات الحيوية…”، في حين شهدت الفترة الأولى من العام نقصاً ببعض المواد.
وطالب د. الأمين في حال تأخر تنفيذ العقد بالسماح للهيئة العامة المستقلة باستجرار 10% فقط عن طريق وزارة التعليم العالي لحين انتهاء إجراءات العقد، وحالياً جميع المشافي الجامعية تعاني من عدم وجود السيرومات، وعلى الهيئة الشراء لترميم النقص الذي حصل خلال خمسة أشهر الماضية، فالاستجرار المركزي له إيجابيات ولكن المفروض دراسته بشكل جيد وتلافي حالات التأخير.
أما مدير الهيئة العامة لمشفى الكلية بحلب الدكتور محمد الشهابي فأوضح أن جلسات غسيل الكلية لم تنقطع، وجميع المستلزمات متوفرة، كما أن المواد التي تأخرت بالعقد تقوم وزارة الصحة بتأمين البديل قبل وصول مواد المناقصة. والمهم ألا تنقطع المواد من المشفى بغض النظر عن الجهة التي تقوم بالاستجرار.