بوادر أزمة
لم تكن استقالة مدير الكرة الاتحادية، وعضو مجلس الإدارة وائل عقيل مفاجئة، بل كانت متوقعة في ضوء ما يواجهه النادي من مشكلات مالية، وإدارية، وفنية عاصفة أطاحت بحلم جماهيره في أن يتوّج الفريق بلقب بطولة الدوري لهذا الموسم، أو في تحقيق أي حضور لافت خلال هذا الموسم والمواسم السابقة.
ولعل هذه الاستقالة، وما يمكن أن يتبعها من استقالات فردية في مجلس الإدارة، أو على مستوى المدربين، والإداريين، والفنيين، وهو ما درجت عليه العادة مع نهاية كل موسم كروي، تكشف دون أدنى شك أن نادي الاتحاد يمر بمرحلة دقيقة وحرجة، وربما في مخاض عسير، وهو، أي النادي، مازالت بوصلته منحرفة باتجاهات غير محمودة العواقب نتيجة ما يعيشه من تخبط وفوضى إدارية، بالإضافة إلى افتقاده للقرارات الوازنة التي من شأنها أن تصوب مساراته لاحقاً ومستقبلاً، ومع التأكيد هنا على أن الفشل لا يمكن تحميله لطرف دون آخر، نجد من المهم إجراء مراجعة ومكاشفة لمجمل القضايا والملفات العالقة والشائكة، ومن المهم أيضاً البحث في آليات عمل جديدة تبعد النادي عن دائرة الضغوطات والتجاذبات والتكتلات التي تحكمها المزاجيات، والمصالح والمنافع الضيقة.
ما نود التأكيد عليه، مع ظهور بوادر أزمة حقيقية، هو أن تدوير الزوايا في مثل هذه الحالة الصعبة التي يمر بها النادي، واتباع سياسة التطنيش، والعلاج بالمهدئات والمسكنات، لم تعد تجدي نفعاً، والمطلوب إجراءات وقرارات حاسمة وجريئة تخرج النادي من دوامة الصراعات والسيطرة الفردية والشللية، وهي مسؤولية تقع على عاتق الجميع، وفي مقدمتهم القيادة الرياضية في حلب المعنية قبل غيرها في ضبط إيقاع وميزان النادي، فهل تفعل، بانتظار ذلك، ولنا عودة؟!.
معن الغادري