ثقافةصحيفة البعث

ســمر سامي.. بيــن غياب أنيـــــق وحضــور متـــردد

تُدرك فنانة بحجم “سمر سامي” أن زمن الدراما عموما، التلفزيونية منها بشكل خاص، تلك التي عرفتها شابة ترهق الورد طلتها، ليست أحوالها اليوم ومنذ مدة زمنية كما عرفت وقدمت من أعمال درامية بديعة سواء في المسرح والتلفزيون أو السينما، عندما قدمت الكثير من الشخصيات الدرامية تلك التي لبست ثيابها فصارت هي، بصوت تلك الشخصيات، بنظراتها، بمشيتها، بوقفتها، بحزنها وفرحها، غضبها وألمها، عاشقة خذلها القلب، دمشقية، مصرية، بدوية وغيرها، أداء رفيع ومبهر لابنة حمص، وتكنيك محترف في استخدامها لأدواتها كممثلة من العيار الجميل، هذا كله غاب عن الجمهور بغياب دور تلعبه، أو شخصية حقيقية، محورية، حاسمة، تؤديها في أعمال كثيرة بلا ريب تُعرض عليها، لكن السوية دون أدنى شك، هي من الأسباب الرئيسية، التي تجعلها ميالة لعزلتها الدرامية؛ ظهوراتها النادرة، تقول ذلك، الأدوار النمطية–إلا ما ندر- التي تقدمها مؤخرا كدور الأم عموما أو الأخت الكبرى، تقول ذلك، حتى أدائها لهذه الشخصية أو تلك، ليس متشابها بقدر ما هو مفتقدا لتلك اللمعة الخاصة التي تمنحها “سمر” عموما للشخصية، فبطلة فيلم “مطر أيلول “عبد اللطيف عبد الحميد 2010″، التي يعرفها الجمهور المحلي والعربي مطربة أولا ثم ممثلة مسرح وتلفزيون وسينما، يعرف تماما لم هي بالنسبة إليه من الدعامات الجميلة التي قامت عليها الدراما المحلية، واستمرت بها كغيرها من نجمات تلك المرحلة، واللواتي هن عموما يعانين من نفس القصة “الدور النمطي”، رغم إبداعهن تأديته في كل مرة.
في مختلف البلدان التي تصنع الدراما تمثل لديها ذاكرة تحترم فيها من رفع من شأنها كفن، من النجوم الكبار، الذين رفعوا لواءها بمشقتها وعسرها ويسرها، غالبا ما تُكتب أعمال خاصة بهؤلاء النجوم –رغم كونها خطوة جدلية-، فمثلا في مصر، العديد من النجوم والنجمات، تُكتب أعمال درامية خاصة بهم، لطبيعتهم، بالصورة التي يحبون أن تستمر في ذهن جمهورهم، وهذا النوع من الكتابة هو أمر قائم وموجود في أهم تلك الدول، لدينا أي محليا، يوجد وبنسب قليلة جدا هذا الأمر، وهذا حال صحي، لكن من غير المعقول أو المقبول، تقديم هذه الأدوار المستهلكة لنجومنا الذين نحترم وجدا عدا عن نمطيتها بمعظمها، يمكن وصفها بالباهتة فنيا لا رمزيا، وفي الحقيقة، غريبة هذه النظرة لهؤلاء الفنانين الكبار، ومنهم بطبيعة الحال الفنانة الرائدة “سمر سامي”، وفيها الكثير من قلة التقدير لهذه القامة الفنية ومن كان مثلها في هذا الزمان العجيب، زمن لا عزيز فيه حقا.
تمّام علي بركات