دراساتصحيفة البعث

آلة الحرب في واشنطن تستهدف فنزويلا وإيران

سمر سامي السمارة
في بداية شهر أيار الحالي قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لقناة فوكس نيوز إن دونالد ترامب “كان واضحاً للغاية فيما يتعلق بفنزويلا ، فالعمل العسكري ممكن إذا كان ذلك مطلوباً، وهذا ما ستقوم به الولايات المتحدة”.
وبالرغم من أن الفنزويليين يتعرضون لأشد أنواع المعاناة، والأطفال يتضورون جوعاً، والعناية الطبية في أزمة بسبب العقوبات التي فرضتها واشنطن، يحاول أشخاص مثل أتباع ترامب وبولتون وبومبيو التحريض على “الثورة”. ففي 30 من شهر نيسان الماضي غرد بومبيو قائلاً “خوان جويدو بدء اليوم عملية تحرير فنزوليا، وأن حكومة الولايات المتحدة تدعم الشعب الفنزويلي بالكامل في سعيه لتحقيق الحرية والديمقراطية، فالديمقراطية لا يمكن هزيمتها “.
في الواقع تُهزم الكيانات المنتخبة في الكثير من البلدان بسبب مؤامرات “آلة الحرب في واشنطن” التي تفجر الأزمات، وتسبب فوضى اقتصادية ومآسي إنسانية لا تحصى على طول طريقها الملطخ بالدم.
أتت المزاعم الأخيرة المساندة للانقلاب من بولتون، المؤيد الرئيسي للحرب على العراق عام 2003، وفي وقتها وتحديداً قبل أربعة أسابيع من غزو الولايات المتحدة للعراق، ذكرت صحيفة هآرتس أن “وكيل وزارة الخارجية الأمريكية جون بولتون قال في لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين في 17 شباط 2003 إنه لا يشك من أن أمريكا ستهاجم العراق، وسيكون لزاماً عليها التصدي لتهديدات إيران وكوريا الديمقراطية فيما بعد”.
لم يذكر بولتون فنزويلا في ذلك الوقت ، لكن يبدو الآن أنها كانت مستهدفة، وفي الثاني من شهر أيار الجاري قال لوسائل الإعلام “كنا نخطط لما نسميه باليوم التالي – اليوم الذي يلي يوم مادورو منذ مدة. لقد فكرنا كثيراً أنه يمكننا تقديم الكثير من المساعدة لحكومة جويدو عندما يتولى مقاليد السلطة لمحاولة إخراج الفنزويليين من المستنقع الذي وضعهم فيه مادورو”.
لم يفوت شين هانيتي المقدم في قناة فوكس نيوز والذي يحظى بإعجاب كبير من ترامب الفرصة لإدراج إيران في خطابه الطويل’ لأنه من المهم دائماً إيجاد مثل هذه العلاقات، حيث إنها تجهز الأميركيين لليوم الذي يقوم فيه البنتاغون بعمل عسكري ضد أمن الدول المستهدفة في الوقت الحالي.
ويرى محللون أن الولايات المتحدة ستستمر في الضغط على فنزويلا، فقد صرح ترامب لقناة فوكس نيوز في الأول من أيار أن فنزويلا تعيش “فوضى لا تصدق، أصبح الوضع سيئاً وخطيراً للغاية”، وعندما سئل عن خيارات واشنطن، أجاب: “حسناً، لا أحب أن أذكر الخيارات لأنها صعبة جداً. الكثير من الأشياء ستستمر خلال الأيام المقبلة، وقبل ذلك سوف نرى ما يحدث”.
وقد أشار الكاتب جاكوب هورنبيرجر مؤسس ورئيس المؤسسة الأميركية “مستقبل الحرية”، إلى مواصلة واشنطن “استخدام العقوبات الاقتصادية لاستهداف الشعب الإيراني بالفقر والموت كوسيلة لإحداث تغيير نظام آخر”.
أثناء محاولاتها تغيير نظام الحكم ألغت دولة ترامب الأمنية من جانب واحد اتفاقية تموز 2015 مع إيران، خطة العمل الشاملة المشتركة، والتي كانت تهدف إلى ضمان أن برنامج إيران النووي سيكون سلمياً. رفعت الاتفاقية العقوبات، وبدورها وافقت إيران على نظام مراقبة دولي صارم يسمح للمفتشين بالوصول إلى أي موقع يمكن أن يرتبط بالأنشطة المتعلقة بالأسلحة النووية.
ألغى ترامب الاتفاقية على الرغم من التزام إيران بها، كما أوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تقوم بتفتيش منشآتها. لقد ذهبت إيران في هذه السياسة إلى حد القول إن تعاون إيران في الوقت المناسب وبصورة استباقية في إتاحة الوصول يسهل تنفيذ البروتوكول الإضافي ويعزز الثقة. يقول التقرير الفصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر في شباط 2019 إن الوكالة قد تمكنت من الوصول إلى جميع المواقع في إيران التي تحتاج إلى زيارتها، وقال مديرها العام -يوكيا أمانو في 4 آذار- إن إيران تنفذ كافة التزاماتها النووية، لكن واشنطن اختارت رفض امتثال إيران، وكثفت نظام العقوبات الوحشي بهدف الإطاحة بالحكومة.
في مؤتمر صحفي عقده البيت الأبيض في الثالث من أيار، أعلن ترامب أن التعاون مع الدول أمر جيد، ونريد أن تكون لدينا علاقات جيدة مع الجميع ما عدا أولئك الذين تعتزم آلة الحرب في واشنطن استهدافهم، وضمان أن العالم سيعاني المزيد من الموت والدمار.