أونروا ترفض دعوة واشنطن لتفكيكها
رفضت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” دعوة الولايات المتحدة لتفكيك الوكالة الأممية، وأكدت أنها مستمرة في عملها لحين إيجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين، وقال مفوض عام الوكالة بير كرينبول: “نحن ملتزمون بالتطوير، وسنواصل العمل حسب ما تمّ تفويضنا به من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالرغم مما نتعرّض له من هجمات وانتقادات”، وذلك ردّاً على الانتقادات التي وجهها المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات.
وأكد كرينبول وجود تأييد كبير في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل استمرار “الأونروا” في عملها، والوكالة ليست مسؤولة عن أعداد اللاجئين وتفاقم مشاكلهم، بل المشكلة هي الفشل السياسي، وتابع: “الجمعية العامة تقول في قراراتها: إن “الأونروا” مستمرة في عملها لحين إيجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين، ونعتقد أنه لا يمكن اختفاء 5 ملايين لاجئ فلسطيني”.
وكان غرينبلات، قد دعا، الأربعاء، إلى نقل مهام “الأونروا” إلى حكومات البلدان المضيفة للاجئين، مشيراً إلى أن المنظمة “تعيش في الرمق الأخير”، حسب تعبيره.
وأوقفت الولايات المتحدة الأمريكية، في آب الماضي، كل التمويل الذي كانت تقدّمه لـ”لأونروا” بشكل سنوي والذي يصل إلى نحو 370 مليون دولار.
وعملت بعض الدول على سد العجز الذي سببه وقف الدعم الأمريكي لـ”الأونروا”، ولكن من غير الواضح، ما إذا كانت ستعمل على ذلك بشكل سنوي.
من جهتها، ندّدت وزارة الخارجية الفلسطينية بدعوة غرينبلات إلى إنهاء عمل الـ “أونروا”، مؤكدةً أنه يشكّل انحيازاً لكيان الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وأوضحت أن غرينبلات اختار الهجوم على الأونروا أمام مجلس الأمن الدولي، داعياً إلى إلغائها ومنح دورها للدول المستضيفة للاجئين، في دعوة صريحة وعلنية إلى تفكيك الوكالة الدولية بما يؤدي إلى إلغاء حق العودة، في مخالفة للشرعية الدولية وقراراتها وبما يمثّل استخفافاً بالمجتمع الدولي.
وجدّدت الخارجية الفلسطينية التأكيد على أن الإدارة الأمريكية تكرّس بهذا التصريح انحيازها اللامحدود لسلطات الاحتلال، بحيث أصبح غرينبلات ناطقاً رسمياً باسمها ومدافعاً عنها، ويوفّر لها الحماية المطلقة من أي مساءلة أو محاسبة وفقاً للقانون الدولي على جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وشدّدت على أن كل ما يقوله الفريق الأمريكي المتصهين، وما يطرحه ويروّج له من مخططات هدفه خدمة المحتل الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، متناسياً حق هذا الشعب في إنهاء الاحتلال وفي مقاومته وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
يأتي ذلك فيما كشفت منظمة الصحة العالمية عن خطورة انتهاكات وجرائم الاحتلال بحق القطاع الصحي الفلسطيني العام الماضي، والتي أدت إلى استشهاد مئات الفلسطينيين، وإصابة الآلاف بجروح وحالات اختناق، وأوضحت أن انتهاكات الاحتلال العام الماضي أدت إلى استشهاد 299 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 30 ألفاً آخرين بينهم 6239 مصاباً بالرصاص الحي، تعرّض 113 منهم لحالات بتر، فيما أصيب 21 بالشلل و9 بفقدان دائم للبصر. وأكدت المنظمة أنها رصدت 363 اعتداء من قبل قوات الاحتلال على الكوادر الصحية في قطاع غزة منذ اندلاع مسيرة العودة الكبرى، حيث استشهد ثلاثة مسعفين بالرصاص الحي، وأصيب 565 آخرون بجروح، وتضررت 85 سيارة إسعاف، بينما رصدت 60 اعتداء على الكوادر الصحية في الضفة الغربية أدت إلى إصابة عدد من المسعفين. وشدّد التقرير على أن الصحة النفسية للفلسطينيين تتأثر جراء جرائم الاحتلال وانتهاكاته في قطاع غزة، حيث يمكن أن يتعرض أكثر من نصف الأطفال المتضررين من هذه الجرائم لاضطراب الإجهاد التالي للصدمات، مشيرةً إلى أن نحو 210 آلاف فلسطيني يعانون من اضطرابات صحية نفسية شديدة أو متوسطة في القطاع.
ميدانياً، داهمت قوات الاحتلال عدة منازل في منطقة جبل جوهر جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية، واعتدت على طفل بالضرب المبرح، ما أدى إلى إصابته بكسر في يده، ونقل إلى مستشفى الخليل الحكومي لتلقي العلاج.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة قفين شمال طولكرم، واعتدت على الفلسطينيين، ما أدى لإصابة فلسطيني بنيرانها، كما اعتقلت خلال اقتحامها مدن رام الله ونابلس والخليل وقلقيلية وطولكرم ومداهمة منازل الفلسطينيين وتفتيشها 16 منهم.
إلى ذلك، هدمت قوات الاحتلال منزلاً فلسطينياً في منطقة خلايا اللوز جنوب شرق بيت لحم بالضفة الغربية، وقال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية: “إن قوات الاحتلال اقتحمت بعدد من الجرافات المنطقة، وهدمت منزلاً قيد الإنشاء مكوناً من طابقين بذريعة البناء دون ترخيص”.
في الأثناء، اقتحم 100 مستوطن المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.