رياضةصحيفة البعث

الاحتراف الأعمى غيّر خارطة الدوري الممتاز.. كرة الوحدة والاتحاد مثالاً!

ناصر النجار
جردة شاملة تقوم بها إدارة نادي الوحدة لفريقها الكروي الأول في خطوة جيدة نحو الاتجاه الصحيح، والإدارة تعمل على تقييم فريقها الأول الذي لم يقدّم المأمول منه وسيتمّ معاقبة بعض اللاعبين وفسخ عقود لاعبين آخرين.
وبعيداً عما يحدث، فإن الحقيقة التي يمكن استنتاجها أن فريق الوحدة المدجّج بلاعبين من أندية مختلفة لم يستطع تحقيق آمال جماهيره، فجاء بالمركز الرابع بنهاية الذهاب مبتعداً عن المتصدّر بفارق 12 نقطة، وهذا الفارق الكبير يُضعف آمال الوحدة في المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم، وقد غاب عن خزائن النادي طويلاً.
والمتابع لنادي الوحدة يجد أن النادي استقدم 13 لاعباً من أندية مختلفة بذريعة الاحتراف والفوز بالبطولات، ودفع مبالغ تجاوزت المليار ليرة دون أن يحقّق أدنى المطلوب، والمشكلة كانت في الخيارات غير الصحيحة بوجود لاعبين لديهم إصابات مزمنة ولاعبين آخرين تجاوزوا الثلاثين، وهذا كلّه جعل الفريق بعيداً كل البعد عن المنافسة الجادة على الدوري، وساهم بذلك أيضاً الوضع الإداري غير المتوازن وكثرة تبديل المدربين.
الفكرة في الأمر أن الإدارة اتجهت للاحتراف بعيداً عن العلمية واتباع النهج الصحيح، فكان احتراف فريق الوحدة أعمى، وهذه المبالغ التي صُرفت كان النادي بغنى عنها ولو حوّلها إلى قطاع القواعد، فطوّر مواهبها وفرقه الصغيرة، لجنى منها الفائدة المرجوة ولصنع الجيل الجديد البرتقالي الذي سيحمل اسم النادي ويدافع عن ألوانه.
اليوم، صار الولاء للمال فقط، وصار ولاء اللاعبين للأندية على الهامش، فاللاعبون في نادي الوحدة يعترضون على التأخير بدفع مستحقاتهم وليس أمامهم سوى المباريات ليشعروا الإدارات بمطالبهم، والقصة لا تتوقف عند الوحدة، فالكثير من الأندية شهدنا تمرّد لاعبيها من أجل المال، والمثال الأخير عفرين، وقد أدّى به الاحتراف إلى الضائقة المالية والمركز الأخير دون أن يحقق أي فوز!
ومن آثار الاحتراف الأهوج ما صرّح به لاعب الاتحاد محمد ريحانية عند تبديله من قبل المدرّب بأنه لن يلعب ثانية لنادي الاتحاد لمجرد التبديل، وكأنه لاعب من كوكب آخر، ونسي هذا اللاعب أن وصوله للمنتخب جاء من بوابة نادي الاتحاد، ولاعب قليل الوفاء لناديه لن يكون وفياً لغيره!!.
ونبقى في الاتحاد الذي يعدّ مفرخة للاعبين والمواهب، ونفاجأ هذا الموسم بتعاقد إدارة النادي مع أكثر من 13 لاعباً من أندية شتى، مع العلم أن بعضهم لا يفوق لاعبي النادي الذين تمّ صرفهم مستوى، ورغم أن الإدارات الأهلاوية المتعاقبة تعتمد الاحتراف طريقاً للبطولات، إلا أن الاتحاد كالوحدة لم يحصد إلا الفشل في السنوات السابقة، ومعها النتائج السيئة والمراكز التي لا تليق باسم القلعة الحمراء وتاريخها.

ويسير على الركب نفسه فريق الكرامة الذي لم ينل من الاحتراف إلا المزيد من الشقاق في صفوفه، وإهمال قواعده التي كانت زاخرة وهي منجم من المواهب والخامات الواعدة، ومع ذلك تخلّى الكرامة عن قواعده واتجه نحو الاحتراف الذي أبعده عن البطولات وحرمه من الألقاب.
ولنا في هذا الموسم في حطين خير مثال عندما تخلّى عنه المحترفون لضيق ذات اليد، فدفع الفريق ضريبة باهظة التكاليف بإهمال قواعده، وهو الآن من كوكبة الفرق المهدّدة، ولو أنه اعتنى بقواعد المملوءة بالخامات الواعدة لما وصل إلى ما وصل إليه.
هذا هو الاحتراف الذي أطفأ نور أندية المقدّمة بتاريخها وإنجازاتها، فهل اعتبرت أنديتنا وابتعدت عن هذا الطريق الأرعن؟!.