عندما يكون الإعلان التلفزيوني راقياً
لا يخفى على أحد الرأي السائد لأغلب المشاهدين من الإعلانات التلفزيونية التي تبثها الشاشات والمحطات، حيث يملك معظم المتابعين موقفاً وانطباعاً سلبياً تجاهها ولاسيما إن جاء توقيتها خلال عرض البرنامج أو المسلسل المفضل لهم، وتزاد وتيرة ذاك الشعور السلبي بكل ما فيه من ملل وانتظار إذا طالت مدتها وزمنها، حتى أنها تصل إلى حد “النفور” عندما تكون طريقة تقديم المنتج المعلن عنه ساذجة وسطحية وبأسلوب مستفز يؤدي إلى مضيعة وقت المشاهد ولا يحقق الهدف الأساسي المرجو من الإعلان والذي هو إقناع الجمهور المستهدف بجودة المنتج وحاجته وتميزه للوصول إلى نمط سلوكي استهلاكي وشرائي، فما يحدث أحياناً عند عدم الالتزام والتقيد بشروط تقديم الإعلان التلفزيوني هو خلق ردة فعل عكسية ونفوراً لدى المتابع تجاه هذا “العلامة التجارية” تحديداً، وللأسف فأن غالبية الإعلانات التلفزيونية تفشل في الوصول إلى مرادها بينما قلة قليلة تترك أثراً وبصمة لطيفة ومحببة، لذلك وفي زحمة الموسم الرمضاني بكل ما فيه من أعمال درامية وبرامج تلفزيونية يبدو من اللافت جداً أن يخطف الأنظار وينال الإعجاب “إعلان تلفزيوني سوري” كالإعلان الذي يقدمه النجم أيمن زيدان لإحدى العلامات التجارية الذي جاء بطريقة جميلة ومتقنة وعالية الحرفية معتمداً على فكرة بالرغم من بساطتها واستخدامها عالمياً ولكنها قدمت بأبهى صورة فكان بحق إعلاناً ملهماً ومقنعاً وراقياً، ومع أنه عادة ما يلوم المشاهدين الفنان لمشاركته في الإعلانات التجارية ولكن تبدو حالة الرضا لدى المتابعين تجاه مشاركة زيدان في هذا الإعلان حالة فريدة، ولعل السر يكمن بأنك لا تدرك بأن ما تراه إعلاناً حتى اللحظات الأخيرة فالإعلان يبدو أقرب إلى وثائقي عن تجربة فنان، باختصار يمكن القول بأنه عندما يعامل الإعلان التلفزيوني كفن وإبداع لابد ستتغير الصورة النمطية للإعلانات السورية وتصبح كـ”رفقة عمر” لدى الملتقي.
لوردا فوزي