الصفحة الاولىصحيفة البعث

روحاني يرجّح إجراء استفتاء على البرنامج النووي

 

نفت الخارجية الإيرانية الأنباء حول انطلاق مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة للتخفيف من حدة التوتر بينهما، وقال المتحدّث باسم الخارجية سيد عباس موسوي: “لا توجد مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين إيران وأمريكا”، فيما رجّح الرئيس الإيراني حسن روحاني إمكانية تنظيم استفتاء شعبي حول برنامج إيران النووي، والحدّ من تخصيب اليورانيوم، وقال: “المادة 59 من الدستور الإيراني المتعلقة بالاستفتاء، من شأنها فتح الطرق المغلقة، وهي نافذة مفتوحة أمام المواطنين في أي وقت إذا اقتضى الأمر”.

وأكد روحاني أنه تقدّم عام 2004، عندما كان كبير المفاوضين الإيرانيين حول البرنامج النووي، بمبادرة إجراء استفتاء على القضية النووية، لكن الأمور تطوّرت على نحو مغاير مع تغيّر الحكومة، وتابع: “لكن على أي حال فإن المادة 59 يمكنها تمهيد السبيل في أي مرحلة كانت”.

وسيمنح مثل هذا الاستفتاء، في حال تنظيمه، الحكومة الإيرانية غطاء إذا قرّرت رفع مستوى تخصيب اليورانيوم فوق النسبة المحددة بموجب الاتفاق النووي المبرم بين طهران و”السداسية” الدولية عام 2015.

وسبق أن أعلن روحاني الشهر الجاري عن تعليق إيران بعض التزاماتها بالصفقة النووية، رداً على انسحاب الولايات المتحدة منها وتشديد العقوبات الأمريكية على طهران.

وأكد روحاني أن إيران قادرة على تجاوز الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة عليها والانتصار فيها. وشدّد على “أن وحدة الفكر والثقافة لدى أبناء الشعب الإيراني تشكّل أحد المتطلبات الأساسية للانتصار في الحرب الاقتصادية الأمريكية ضد إيران”، وأضاف: “نحن ندرك تماماً معاناة الشعب جراء هذا الحصار الجائر”، لافتاً إلى أن جهود الحكومة تنصب على الحيلولة دون تعرض الناس لمعاناة وصعوبات أكثر، ودعا وسائل الإعلام إلى العمل على إفشال الدعاية الإعلامية المغرضة للأعداء وإبراز الإجراءات والإنجازات التي حققتها البلاد.

بالتوازي، بحث رئيس جمهورية العراق برهم صالح مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المستجدات السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي وضرورة اعتماد الحوار البناء من أجل ترسيخ أسس السلام، وأهمية بذل الجهود المشتركة لتجنيب المنطقة أضرار العقوبات، والتوصل إلى حلول سياسية للأزمات الحالية.

وقال بيان لمكتب الرئيس العراقي: إن صالح أكد حرص العراق على تعزيز الوشائج مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسعيه لتعزيز العلاقات مع الجوار الإسلامي وعمقه العربي.

وأكد على أن العراق يسعى إلى أن يكون نقطة التقاء بين الدول الشقيقة والصديقة وعامل استقرار في المنطقة من أجل بناء علاقات متوازنة مع الدول كافة، ولاسيما دول الجوار، وفقاً للمصالح المشتركة.

بدوره أعرب ظريف، وفقاً للبيان، عن رغبة بلاده بتوسيع آفاق التعاون والتنسيق بين البلدين، مجدداً موقف إيران المساند للعراق على مختلف الصعد.

وأشار البيان إلى أن ظريف قدّم دعوة الرئيس الإيراني للرئيس صالح لزيارة طهران لمتابعة الملفات المشتركة.

كما بحث رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأوضاع الإقليمية والدولية.

وقال مكتب عبد المهدي في بيان: إن رئيس مجلس الوزراء بحث خلال لقائه مع وزير الخارجية الإيراني في بغداد العلاقات بين العراق وإيران ومتابعة الملفات التي اتفق عليها الطرفان في زيارتي الرئيس روحاني إلى العراق ورئيس مجلس الوزراء إلى إيران.

في سياق متصل أكد وزير الخارجية العراقيّ محمد علي الحكيم وقوف بلاده إلى جانب جارتها إيران، ورأى أنّ “حصارها اقتصادياً ليس مفيداً”، وأضاف: إنّ “العراق سيكون وسيطاً بين طهران وواشنطن”، وأشار إلى أن “الاتصالات مستمرة مع دول المنطقة لإيجاد حل مرض لجميع الأطراف”.

وعن مواضيع اللقاء، أشار إلى أنه بحث مع ظريف عدة قضايا في التعاون الثنائي بين بغداد وطهران، بينها سمات دخول التجار، ومشروع السكك الحديدية، والمدن الصناعية.

أمّا ظريف فأشار إلى أنّ “بلاده لم تنتهك الاتفاق النوويّ، ولديها رغبة في بناء علاقات متوازنة مع جميع دول الخليج”، وأضاف: إن بلاده عرضت توقيع معاهدة بعدم الاعتداء مع دول الخليج المجاورة، وأكد أن لدى طهران رغبة ببناء علاقات متوازنة مع جميع دول الخليج، وتابع: إن إرسال الولايات المتحدة قوات إلى الشرق الأوسط، بعد اتهام طهران بالوقوف وراء الهجمات على ناقلات النفط في المنطقة، أمر “خطير للغاية وتهديد للسلام الدولي”.

وكان ظريف قد وصل عصر السبت إلى العاصمة العراقية بغداد على رأس وفد سياسي، في زيارة تستغرق يومين يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين العراقيين.

يأتي ذلك فيما أكد نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية في إيران علي فدوي أن الأمريكيين اليوم في المنطقة هم في أضعف حالاتهم، وبالتالي لا جدوى من التفاوض معهم، وقال: “إن الامريكيين اليوم في اضعف حالاتهم في منطقة غرب اسيا على مدى تاريخ وجودهم فيها كما ان وجود سفنهم وأساطيلهم الحربية هو الأدنى في الخليج بسبب تخوفهم من عواقب مواجهة ايران وقوى المقاومة”، وأشار إلى أن الولايات المتحدة مستمرة في التخطيط وبرمجة عمليات الحرب النفسية وبث الاشاعات ضد إيران في محاولة لكسر إرادة الايرانيين ولكنها لم تنجح في ذلك.

وكان فدوي شدد في تصريحات على أن “قيادة العمليات الامريكية فى المنطقة هي منشأ جميع الاعمال الارهابية”، مضيفاً: “إن قوى الاستكبار لم تحقق انتصاراً في أي جبهة من جبهات المقاومة بل أخفقت في إيران وسورية ولبنان وفلسطين واليمن وأفغانستان”.